يبدو فصل الربيع من أكثر الفصول بهجة وجمالا، لأن الأزهار تتفتح والحقول تخضر، لكن هذا الجمال لا يعدو ممتعا لمرضى الحساسية الموسمية الذين يعانون طيلة فصل الربيع من أعراض جد مزعجة سيلان الأنف، وتدميع العينين، والإصابة بالعُطاس. وأيضا الشعور بحكة في العين والأنف… ويمكن أن تصاحبه هذه الأعراض تقريبا كل يوم بسبب موسم انتشار حبوب اللقاح وهي من أهم الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بحساسية الربيع. وفي هذا الإطار تواصلنا مع البروفيسور عبد العزيز عيشان، اختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، الذي أكد ل"رسالة24″ أن حساسية فصل الربيع ترتبط بموسم لقاح الأشجار، وبذور اللقاح التي تكثر بشهر أبريل وماي وتتسبب في الحساسية للكبار والصغار على الصعيد الوطني والعالمي . وأوضح البروفيسور أن حبوب اللقاح تتواجد بكثرة في المدن الداخلية والساحلية بصورة كبيرة، مما يسبب عدة ظهور بعض الأعراض على المصاب "حكة على مستوى العينين ، وسيلان الأنف وإنسداد الأنف…،" وتشهد بعض المدن المغربية ارتفاع عدد المصابين بحساسية الربيع بسبب تواجد أشجار الزيتون بكثرة مثل "بني ملالمراكشخريبكة مكناس…" وأضاف، أن هذه الأعراض تصيب بكثرة الأطفال خلال هذه الفترة من السنة. وبخصوص علاج مرض الحساسية الموسمية، أكد المختص في أمراض الحساسية، أنه يجب القيام بالكشف لدى الأخصائيين لمعرفة نوع حساسية بذور اللقاح لديهم "هل شجر الليمون أو الزيتون، أن الحشائش…" أي نوع الشجر الذي يؤدي لإصابته بالحساسية الربيعية، ويتم تشخيصه عن طريق تحاليل جلدية نقوم بها في العيادة، وأيضا يتم قياس التنفس لمعرفة هل الحساسية أثرت على الجهاز التنفسي . وأخيرا يوصي المختص في أمراض الحساسية بضرورة أخذ الأدوية لعلاج الحساسية بداية شهر فبراير ومارس، وغالبا ما يتم اعتماد رشاشات تأخذ عن طريق الأنف أو الفم في حال كان المريض مصاب بالربو. كما كشف عيشان عن دواء جديد علاج مناعي، عبارة عن قطرات توضع تحت اللسان ويمنع الحساسية بصفة نهائية، لكن يجب أخذه بداية شهر يناير إلى غاية شهر ماي، ويجب على المريض أن يعيد أخذ هذا الدواء السنة المقبلة، لأن هذا العلاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا، ولهذا يجب الكشف المبكر عن حساسية بذور لقاح الأشجار، لمعرفة نوع البذرة التي تسبب الحساسية لأن كل شخص يعاني من حساسية ضد نوع من أنواع الأشجار أو النباتات، ولهذا يوصي البروفيسور بضرورة اتخاذ العلاج اللازم في أقرب وقت لكي لا تتطور الحساسية وتصبح مرض ربو.