لا يَحتفي الجميع بحلول فصل الربيع؛ فالأزهار اليانعة والأشجار المُتبَرعمة قد تشكل كابوسا حقيقيا لمن يعاني حساسية الربيع، خاصة منها حساسية حبوب اللقاح القادرة على التنقل في الهواء الطلق على مدى مسافات يصل بعضها إلى كيلومترات عدة. أخصائية أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، الوليل هدى، عدّدت أعراض حساسية جزيئات اللقاح الأكثر شيوعا في سيلان الأنف واختناقه والعطس المتكرر، وأبرزت أن أعراض الربو، المعروف ب "الضيقة" أو حساسية الصدر، تتمثل في السعال المزمن، وصعوبة التنفس أو اللهث، وصدور صوت صفير خلال عملية الزفير، مشيرة إلى أن حدة هذه الأعراض تختلف من شخص إلى آخر. وأفادت الوليل، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن أعراض الحساسية لفصل الربيع تظهر عند العديد من الأشخاص على العينين، من خلال الدموع والحكة، أو الشعور بالرغبة في حك الحنجرة أو داخل الأذن، لافتة إلى أن هذه الأعراض تؤثر على نفسية المريض وعلى قدرته على العمل بتركيز وممارسة حياته اليومية بدون شعور بالإزعاج. وأبرزت الأخصائية أن العلاج النهائي الوحيد للحساسية هو ما يسمى بالعلاج المناعي "Désensibilisation"؛ أي تزويد جسم المريض بكميات جد صغيرة من مكونات جزيئات اللقاح تزداد تدريجيا إما عن طريق الفم تحت اللسان، أو عن طرق الإبر في أعلى الذراع، كاشفة أن هذا العلاج الذي يستغرق ثلاث سنوات على الأقل يهدف إلى جعل الجسم تعود تدريجيا على المادة المسببة للحساسية. وأكدت المتحدثة أن الأدوية التي توصف للمصابين بالحساسية فعالة، إلا أن مدة فعاليتها محدودة، وتعتبر أدوية مسكنة لأعراض الحساسية المزعجة؛ بحيث يستطيع المريض التنفس جيدا عن طريق الأنف، ولا يعاني من الحكة أو العطس الكثير أو ضيق التنفس. وتوصي أخصائية أمراض الجهاز التنفسي والحساسية المصابين بالحساسية بإغلاق نوافذ البيت عند الضحى وفي بداية فترة بعد الزوال، وإغلاق نوافذ السيارات، مع تفادي المشي بالقرب من بعض الأماكن التي تنتشر فيها حبوب اللقاح بكثرة، مثل الغابات والحقول والمزارع. ودعت الأخصائية إلى غسل الشعر في نهاية اليوم، وتفادي لعب الرياضة في الهواء الطلق خلال موسم انتشار هذه الحبوب، وتفادي الخروج من المنزل بشعر مبلل؛ لأن جزيئات اللقاح تلتصق بسهولة بكل ما هو رطب، إضافة إلى نزع الملابس الخارجية قبل الذهاب إلى النوم وإبعادها.