راسلت الجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، لوقف بث مسلسل تلفزيوني رمضاني " أولاد يزة " و الذي اعتبرته مُهين للأستاذ وحاطَّ من كرامته و هيبته و مكانته الاعتبارية و وضعه الرمزي و دوره المجتمعي. و عبرت النقابة التعليمية استياءها قائلة: "ننتظر من الإعلام العمومي المموَّل من جيوب دافعي الضرائب عرض أعمال فنية قيمة و مُبدعة والقيام بدور تأطيري و تنويري للمجتمع والرفع من ذوقه و إدراكه الجمالي في تكامل مع مؤسسات المجتمع الأخرى و على رأسها التعليم العموم ". و استطردت النقابة أن القناة الأولى أبت إلا أن تغرقنا في الضحالة و التفاهة ومراكمة إنجازاتها الممكنة في إذلال و إهانة رجال التعليم بتجسيدها لأستاذ في الحلقة الأولى من السلسلة الرمضانية التي تبث على القناة الأولى". و اعتبر المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي بأن مرقاة تقدم الدول و المجتمعات و بناء الأوطان و مستقبلها هو التعليم العمومي. و لهذا، ينبغي أن يحتل الأستاذ(ة) مكانة جد مهمة في المجتمع تعكس مركزيته في المنظومة التعليمية و دوره القيادي في التربية والتعليم. لهذه المصوغات، تعتبر النقابة أن هذا المسلسل التلفزيوني فعل مقصود و تصفية حساب و محاولة بئيسة للهجوم الانتقامي على نساء ورجال التعليم و تجريدهم من حاضنتهم الاجتماعية، و تشويههم و إفقادهم منزلتهم و قيمتهم و تحميلهم مسؤولية أزمة التعليم عوض ردها لسياسات التخريب المتعمَّدة لعموم الخدمات الاجتماعية تحت توصيات المؤسسات المالية المانحة و على رأسها صندوق النقد الدولي و البنك الدولي، وهو ما سيكلف الوطن غاليا على المستويين المتوسط والبعيد المدى. إن هذه المحاولات الآثمة و الخادشة لصورة رجال ونساء التعليم، من أجل التقليل من قيمتهم لدى عموم المواطنين، و تسييد النظرة الدونية و المنحطة لهم، هي مؤشرات خطيرة على ما يُحضَّر لمستقبل التعليم العمومي، و تمهيد لأشكال مختلفة من العنف على رجال و نساء التعليم في المحيط المدرسي و خارجه، تتحمل القناة التلفزية الأولى مسؤولية أخلاقية و قانونية جسيمة في التحريض عليه. و أدانت النقابة ما وصتفه بالتحقير والتطاول الذي يتعرض له الأستاذ ووظيفته الاجتماعية، مطالبة (الهاكا) بضرورة التدخل لوقف بث هذا البرنامج التلفزيوني، وتقديم اعتذار لنساء و رجال التعليم.