انطلقت اليوم الأربعاء بالرباط، أشغال الدورة 53 لمجلس وزراء الاعلام العرب، وذلك برئاسة وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد المهدي بنسعيد. ويتضمن برنامج الاجتماع الوزاري استعراض وتقييم التقدم الحاصل في تنفيذ قرارات المجلس منذ انعقاد الدورة ال 52 بالقاهرة، في ضوء الاجتماعات المكثفة التي عقدت على مستوى هياكل المجلس واللجان وفرق العمل داخل وخارج بلد المقر. وفي كلمة بالمناسبة، أكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن الأمانة الفنية واصلت متابعة تنفيذ قرارات المجلس بالتعاون الوثيق مع الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الإعلامية ذات صفة مراقب، وأشرفت على تنظيم سلسلة من الاجتماعات المكثفة توجت بإعداد مشاريع القرارات والمبادرات المطروحة على أجندة الدورة والتي تتسم بقدر كبير من روح التجديد والتنوع والشمولية. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والدفاع عن الوضع الروحي والقانوني والتاريخي للقدس، أوضح السيد خطابي أن الامانة العامة حرصت بتواصل مع وزارة الاعلام الفلسطينية عبر المندوبية الدائمة لدولة فلسطين على متابعة قرارات المجلس، والتفاعل الاعلامي مع التطورات الميدانية ونقل الحقائق للرأي العام العربي والدولي، منوها في هذا الإطار بجهود الاتحادات والمنظمات الإعلامية العربية. وفي مجال التعاون الالكتروني، وبعدما سجل بارتياح استكمال الخطوات الهادفة لاستحداث المرصد والمنصة المدمجة في سياق اعطاء بعد ملموس لخطة التحرك الاعلامي، أكد السيد خطابي التطلع إلى اعتماد المجلس للنظام الداخلي للجنة العربية للاعلام الالكتروني والتصنيف العمري للاستخدامات الالكترونية، حماية لأطفالنا من الممارسات غير الآمنة التي تحرض على سلوكيات العنف والتطرف والكراهية"، مضيفا أن هناك طموح لجعل دورة الرباط منطلقا لبلورة رؤية جماعية واضحة في التعامل مع كبريات الشركات الرقمية. ومن جهته، قال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كرم جبر، إن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة الملفات المعروضة خلال الاجتماعات، إلى جانب متابعة كل من الاستراتيجية الإعلامية العربية، وخطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، خاصة ما يتعلق بتحسين صورة العرب لدى الآخر، وأيضا دور الإعلام في محاربة الإرهاب والخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة، وغيرها من المواضيع الهامة المدرجة على أجندة الاجتماعات. وفي هذا الصدد، نوه جبر باعتماد المشروع المقدم من قبل مصر حول "تأسيس مجموعة الإعلاميين العرب"، كأحد برامج خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، وتكليف الأمانة العامة بمتابعته واقتراح الا ليات اللازمة لتنفيذه. وقال "نحن مطالبون بضرورة العمل لتعزيز التعاون الإعلامي العربي في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز العمل المشترك وفقا لاستراتيجية موحدة لمواجهة أجواء عالمية تشهد انتشار التنمر والكراهية"، مسجلا أن محاربة التطرف والإرهاب إعلاميا وفكريا، لا تقل أهمية عن محاربته أمنيا وعسكريا، بل قد تكون أكثر أهمية، لما للإعلام من تأثير مباشر في نشر قيم التسامح وقبول الآخر، وترسيخ الإيجابية في المجتمعات. وشدد على أن مواجهة الإرهاب يجب أن تبني استراتيجية إعلامية واضحة الرؤية والأهداف والأدوات والأساليب لمواجهة ترويج الشائعات.