بعد أسبوعين من زلزالين ضربا ولاية كهرمان التركية وشمال سوريا بقوة 7.7 درجة ضرب زلزال جديد ولاية هاتاي جنوبتركيا في الساعات الأولى من مساء أمس الاثنين، بقوة 6.4، الأمر الذي تسبب في سقوط بعض المباني، وعودة الرعب مرة أخرى إلى الأجواء، الشيء الذي دفعنا للتواصل مع عبد العزيز المساوي المهندس المعماري، الذي سيقربنا أكثر من مدى جودة الأبنية المتواجدة بالمغرب، وهل البناء المغربي يعتمد على معايير مقاومة للزلازل. أفاد عبد العزيز المساوي المهندس المعماري، في تصريح ل"رسالة24″ أن الجهات المسؤولة أطلقت إبان الزلزال القوي الذي شهدته الحسيمة سابقا "قانون 4×4" المضاد للزلازل. ويرى المتحدث أن هذا القانون غير كاف لمقاومة الزلزال، لأن قانون مقاومة الزلازل متشعب، ويستحضر دولة اليابان التي عرفت العديد من الكوارث الطبيعية من قبيل "تسونامي، وزلازل القوية…." جعلت الجهات المسؤولة تضع قوانين صارمة أثناء تشييد الأبنية لمقاومة الزلازل المتكررة. وحول مدى جودة البنايات المغربية، أفصح المهندس المعماري، أنها لا تخضع لأدنى معايير السلامة، فمثلا الرخام الذي يتم وضعه على واجهة بعض البنايات، يبدأ بالتشقق في حالة تعرضت المدينة لأي هزة أرضية بقرابة 4 أو 5 درجات فقط، ويمكن أن يخلف خسائر في الأرواح لا قدر الله في حال سقوطه، لأنه يثبت فقط بلصاق السيارات "سانطوفير" وهذا شيء مخجل جدا، ويضيف المتحدث، لا يشهد المغرب هزات أرضية كثيرا ورغم ذلك يجب مراعاة شروط السلامة الصحية أثناء عملية البناء. ومن بين أهم المعايير المقاومة للزلازل، التي يجب احترامها، حسب المساوي، ضرورة تشييد القنطرة بطريقة متماسكة مع بعضها لكي لا تتعرض للهدم في حالة وقوع هزات أرضية، موضحا أن لهذه الأخيرة نوعان: "هزة أفقية وهزة عمودية"، وفي تلك الحالة يمكن أن تسقط القنطرة بشكل سريع، في حين تتعرض أرضيات البنايات المرتفعة للتشقق في حال وقوع هزة عمودية، أما الهزات الأفقية فتحدث في القشراة تكتونيكية "les plaques tectoniques " حيث يؤدي الاحتكاك بينها إلى تماسكهما معًا وعدم القدرة على الحركة، فيما تستمر اللوحات المتبقية في الحركة، ويؤدي إلى زيادة الضغط على القسم المغلق. وفي سياق متصل علق المهندس المعماري ، على تصرح أحد القائمين على تشييد نفق بين طنجة وجبل طارق، قائلا: "إن النفق الذي من المرتقب تشييده بين المغرب و إسبانيا يشكل نوعا من الخطورة نظرا للحركة المستمرة التي تعرفها القشرة التكتونيكية لأوروبا وإفريقيا، موضحا أن القشرة التكتونيكية الإفريقية يمكن أن تتحرك على اليسار، والقشرة التكتونيكية الأوروبية على اليمين، مؤكدا أن الأرض تعرف دائما حركية مستمرة بقوة الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى في سورة الزلزال " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا"، وهذا يعني أن هناك فراغات في الأرض تؤدي إلى حدوث هزات أرضية داخلية، ولهذا يتم حفر الأرض بعمق كبير قبل تشييد المباني لملئ الفراغات المتواجدة بالأرض.