مع دخول فصل الشتاء كل سنة يزداد معدل إصابة الاطفال و الرضع بنزلات البرد، وهي عدوي فيروسية تصيب الجهاز التنفسي عن طريق العدوى المباشرة من شخص مصاب عن طريق الرذاذ المتطاير مع العطس و الكحة … حيث يشتكي العديد من الآباء من الأعراض الشديدة التي طالت أبنائهم هذه الفترة والأكثر من ذلك أن أغلب الأطفال تحدث لهم إنتكاسة بعد شفائهم من نزلة البرد. وفي هذا الإطار سيوضح لنا سعيد عفيف طبيب أخصائي في طب الأطفال، ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، وأحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ طب الأطفال والخبير في الأمراض المناعية، سبب شدة أعراض نزلة البرد هذه السنة. وأفاد سعيد عفيف، أنه في فصل الخريف والشتاء يصاب الكبار والصغار بنزلة برد شديدة بسبب الفيروسات المنتشرة، مشيرا إلى أن الفيروس الشائع لدى الأطفال هو "VRC" في حين يمكن أن يصابوا أيضا بفيروس كورونا ولكن نادرا ما يحصل ذلك. وأوضح عفيف أن هناك العديد من الفيروسات ولهذا يمكن أن يصاب الطفل في كل مرة بنوع من الفيروس حسب الشخص الذي إلتقط منه العدوى، ولفت المتحدث ذاته الإنتباه إلى أن الفيروسات قبل الحجر الصحي لم تكن منتشرة مثل الآن. وأشار أخصائي طب الأطفال إلى أن أعراض مرض التهاب القصيبات تتمثل في صعوبة التنفس، والسعال، واحتقان مجرى الهواء، والحمى، وتصبح هذه الأعراض خطيرة في حالة إصابة الرضع لإفتقادهم المناعة الكافية، لأن الرضيع سيجد صعوبة في التنفس و الرضاعة، ويمكن أن تتحول شفتاه إلى اللون الأزرق. ودعا عفيف الأمهات اللواتي تظهر عليهن أعراض الإنفلونزا إلى ارتداء الكمامة وغسل أيديهن بانتظام لحماية أطفالهن، وإذا كان الأب مصابا بالإنفلونزا فعليه الابتعاد عن طفله حتى لا ينقل إليه العدوى". وأوضح المتحدث أنه من المهم القيام بالتدابير الإحترازية والمتمثلة في أخذ قسط من الراحة لعدة أيام إلى أن يشفى الطفل، مشيرا إلى أن الحافلة الخاصة بنقل الأطفال للمدرسة تسبب للأطفال إنتكاسة في كل مرة، ولهذا يوصي المتحدث ذاته بضرورة تهوية البيوت والأقسام لتفادي إنتشار العدوى. وفي نفس السياق يرى أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ طب الأطفال والخبير في الأمراض المناعية، أن الأطفال الذين يصابون بنزلة برد تعد من الحالات عادية. لكن، كثيرة و خطورتها تكمن عند إصابة من سنهم أقل من 3 أشهر أو لديهم مرض مزمن في القلب أو الرئة خاصة، ولهذا يؤكد بوصفيحة على ضرورة أخذ لقاح فيروس الزكام Virus Grippe لتفادي الأعراض الخطيرة.