وصف الناقد السينمائي محمد بنعزيز، في تصريح ل" رسالة 24 "، الجدل القائم على خلفية اختيار الممثل المغربي ربيع القاطي للشخصية الرئيسية لفيلم "أنوال" وهي عبد الكريم الخطابي بدل ممثل ريفي يتقن اللهجة الريفية بالجدل الفارغ، موضحا أن مفتعلي هذا الجدل انطلقوا من نقطة زاوية ضيقة تعتبر عبد الكريم الخطابي شخصية ريفية بينما هو في الحقيقة أيضا شخص مغربي ذو امتدادات عالمية. و عليه، فإن كل محاولة لحصر حدوده في اللهجة مسألة مجانبة للصّواب. وفي هذا السياق، يرى الناقد السينمائي أن الممثل لا يمثل بلسانه فقط إنما أيضا بوجهه وملامحه ، و أكبر شاهد على ذلك من السينما العالمية هو دور " عمر المختار " الذي أدّاه بنجاح أنطوني كوين. و حينها، لم يعترض أحد على إسناد هذه الشخصية الليبية التاريخية له، و لم يتم اقتراح ممثل ليبي مسلم عربي سني ليؤدي الدور. فإذا كانت الدبلجة تقوم مقام اللسان، فإن المهم إذن هو الأداء والتعبير عن ملامح الوجه باحترافية. و يضيف بنعزيز أن هذا الجدل حول لهجة الممثل، إنما يُثار من طرف أشخاص يعتقدون أن عبد الكريم الخطابي مِلْكٌ لمنطقة واحدة و عليه أن يتكلم لهجتها ويلبس لباسها. ويرى المتحدث أنه لا يوجد ممثل يملك درجة شبه أكبر مع شخصية عبد الكريم الخطابي مثل ربيع القاطي، فهو ممثل مثقف يتكلم بطلاقة، يتمتع بكاريزمة، إضافة إلى تمتعه بطاقة بدنية مقارنة مع العديد من الممثلين الذين يفتقرون لصحة سليمة، إذ أن جسد القاطي يعكس اللياقة الرياضية، ناهيك عن امتلاكه لشعر كثيف، و الذي يمنحه مصداقية استحقاقه للدور. وفي الأخير، خلص بنعزيز إلى أن الناقد السينمائي يحكم على العمل بعد مشاهدته معتبرا أن ما يروّج الآن لا يعدو أن يكون تشويشا على طاقم العمل ككل. و يذكر أن لغطا كبيرا صاحب فيلم أنوال منذ الوهلة الأولى التي تم فيها الإعلان عن تصويره، والإفصاح عن هوية الممثلين الرئيسيين فيه. ونشر بيع القاطي صورة له بزي الشخصية التاريخية "عبد الكريم الخطابي" ، أرفقها بتعليق يعكس افتخاره بأداء دور هذه الشخصية الوطنية والعالمية التي أربكت المستعمر الإسباني وحاربت من أجل نيل و تحقيق الاستقلال.