في الوقت الذي لا يزال العالم يتعافى من وباء كورونا ظهر فيروس جديد أطلق عليه "جدري القردة" حيث تم تسجيل 131 إصابة مؤكدة حسب منظمة الصحة العالمية، وهذا ما جعل الدول متخوفة من إعادة سيناريو فيروس كورونا خصوصا بعد إعلان قرار الحجر الذي أقرته بلجيكا بتفادي تفشي فيروس "جدري القردة". في هذا الحوار سيقربنا البروفيسور شكيب عبد الفتاح، أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب بالدارالبيضاء، من هذا الفيروس في الحوار التالي: بداية بروفيسور ما هو جدري القردة، ولماذا أطلق عليه هذا الاسم؟ جدري القردة هو مرض فيروسي له علاقة بفيروس يخترق جسم الإنسان، وتحدث عدوى جدري القرود نتيجة الإصابة بفيروس يحمل الاسم نفسه وهو من نفس عائلة الجدري العادي، ويرجح أنه أقل خطورة منه كما أن فرص انتقال العدوى به ضئيلة، وينتشر المرض في أغلب الأحيان في المناطق النائية من دول وسط وغرب أفريقيا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وهناك سلالتان من هذا الفيروس؛ هما سلالة وسط أفريقيا وسلالة غرب أفريقيا ما الأعراض الأولية لهذا لجدري القردة؟ عندما يخترق الفيروس جسم الإنسان، لا يشعر المريض بأي أعراض إلا بعد مرور خمسة أيام إلى خمسة عشرة يوما كحد أقصى، ويشعر المصاب بارتفاع درجة حرارة الجسم التي تصل إلى 40 درجة ، وآلام حاد في الرأس، والمفاصل، إلى جانب ظهور أورام صغيرة في الجسم، ثم تظهر فيما بعد نقط(حبوب) مثل "بشويكة". ما الفئة الأكثر عرضة لمرض جدري القردة؟ جميع الفئات العمرية عرضة لجدري القردة، سيما الأشخاص الأكثر اتصالا بالحيوانات، فضلا عن ذلك ينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس، وليس هناك فئة معينة ستصاب بهذا الفيروس، بل الجميع عرضة للإصابة به. هل يمكن تصنيف جدري القردة بأنه "وباء"؟ بالفعل بعدما تم تشخيصه في السبعينيات، بدأ يظهر على شكل أوبئة صغيرة، ولم يتعدى عدد الحالات آنذاك 30 حالة، في بعض دول إفريقيا الوسطى وإفريقيا الغربية، لكن هذه السنة بدأ يظهر بالدول الأوروبية وأمريكا الشمالية. ما البروتوكول العلاجي للمصابين بهذا المرض؟ أولا يجب أن يتم عزل المصاب لكي لا يصاب المخالطين بالعدوى، ثانيا يتم معالجة الحمى وتقرحات الجلد فقط. هل يمكن أن يصيب حتى الاطفال والرضع؟ جدري القرود يمكن أن يصيب الأطفال، لكنه لا يصيب الرضع. منظمة الصحة العالمية تسجل 131 إصابة مؤكدة يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت يوم الثلاثاء 24 ماي، تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من ماي الجاري خارج البلدان التي ينتشر فيها المرض عادة. وأضافت المنظمة، أنه على الرغم من أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل "قابلا للاحتواء"، وأكدت أنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح بشأن كيفية التعامل مع المرض. وفي سياق متصل نفت وزارة الصحة تسجل أي حالة مؤكدة بمرض جدري القردة، مشيرة إلى أن نتائج الحالات الحالات الثلاث المشتبه في إصابتها بمرض جدري القردة جاءت سلبية. وأفادت وزارة الصحة أن الحالات المشتبه في إصابتها توجد بصحة جيدة وتحت الرعاية الصحية والمراقبة الطبية، حيث يتم التكفل بها وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة.