قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، إن الوفيات الناجمة عن مرض السل، أحد أكثر الأمراض المعدية في العالم، زادت، للمرة الأولى منذ عقد من الزمن، كنتيجة مباشرة لجائحة كوفيد-19. وأوضح تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل لعام 2021 أن عمليات الإغلاق أعاقت أيضا وصول العديد من الأشخاص إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، محذرة من أن عدد الوفيات بسبب المرض "قد يكون أعلى بكثير خلال عامي 2021 و2022″، وفقا لأحدث التوقعات. وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور "تيدروس أدهانوم جيبرييسوس"أن هذا التقرير يؤكد مخاوفنا من أن يؤدي تعطيل الخدمات الصحية الأساسية بسبب الجائحة إلى هدر سنوات من التقدم في مكافحة مرض السل، وهذه الأخبار المقلقة يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار عالمي للحاجة الملحة للاستثمارات والابتكارات اللازمة لسد الفجوات في التشخيص والعلاج والرعاية لملايين الأشخاص المتضررين". وأبرزت بيانات جديدة صادرة عن الوكالة الأممية المعنية بالصحة كيف عكست الجائحة، منذ انتشارها في عام 2020، سنوات من التقدم العالمي في مكافحة المرض، الذي يمكن الوقاية منه، حيث حالت دون تقديم المساعدة للأشخاص المعرضين لخطر المرض. وخلص تقرير السل الذي غطى الاستجابة للمرض في 197 دولة ومنطقة، إلى وفاة نحو 1.5 مليون شخص بسبب السل في عام 2020. ويشمل هذا العدد 214 ألف مريض مصاب بالإيدز. وتركزت الزيادة الإجمالية في مرض السل، بشكل رئيسي، في 30 دولة من بينها "أنغولا وإندونيسيا وباكستان والفلبين وزامبيا". و أشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثا بالمرض انخفض من 7.1 مليون في عام 2019 إلى 5.8 مليون في عام 2020، وهو ما يعني أن عددا أقل بكثير من الأشخاص قد تم تشخيصهم أو علاجهم أو تلقوا العلاج الوقائي ضد السل، مقارنة بعام 2019. وأبرزت المنظمة إلى انخفاض الإنفاق الإجمالي على الخدمات الأساسية المخصصة للسل، بين عامي 2019 و2020، مضيفة أن أعلى نسب في هذا الانخفاض تم تسجيلها في الهند وإندونيسيا والفلبين والصين على التوالي. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد شكلت هذه البلدان و12 دولة أخرى 93 في المائة من إجمالي الانخفاض العالمي على الخدمات المعنية بمرض السل. كما أشارت المنظمة إلى حدوث انخفاض في توفير العلاج الوقائي من مرض السل. فقد حصل حوالي 2.8 مليون شخص على العلاج في عام 2020، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 21 في المائة عن عام 2019. بالإضافة إلى ذلك، انخفض عدد الأشخاص الذين عولجوا من السل المقاوم للأدوية بنسبة 15 في المائة، من 177 ألفا في عام 2019 إلى 150 ألفا في عام 2020، أي ما يعادل فقط حوالي واحد من كل ثلاثة من المحتاجين للعلاج.