من غير المستبعد أن يكون الحسين الوردي وزير الصحة، تردد كثيرا قبل أن يقرر الرد على ما تضمنته الحلقة الأخيرة من برنامج" رشيد شو" الذي بثته القناة الثانية مساء يوم الجمعة 16 ماي 2014، من إساءة لأحد مكونات الجسم الصحي بالمغرب. فالوزير انتظر مرور ثلاثة أيام على بث الحلقة المذكورة، ليبعث برسائل خطية إلى كل من مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وسليم الشيخ المدير العام للقناة الثانية، بالإضافة إلى أمينة لمريني الوهابي، رئيسة المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، يندد من خلالها بما أسماه ب"السخرية القاسية والجارحة في حق الممرضين والممرضات، بل في حق كل مهنيي الصحة"، وكذا بما اعتبرها "تهما مجانية ورخيصة، في غياب أي صلة للبرنامج ، من قريب أو بعيد، بموضوع الصحة." وقال الوردي في الرسائل ذاتها، التي توصلت "رسالة الأمة" بنسخ منها، إن وزارته، باعتبارها الوصية على القطاع وعلى المشتغلين به، تدين بشدة هذا التصرف الطائش وغير المسؤول، والمسف برسالة الفن والإعلام النبيلة"، معتبرا ذلك "إهانة وإساءة بالدرجة الأولى لفن السخرية ولأعلامه"، وأضاف قائلا، "من غير المعقول أن نسخر من الناس ونحتقرهم من أجل خلق الفرجة عند الآخرين. خاصة حين يتعلق الأمر بفئة مازال قطاع الصحة يعاني من قلة أطرها، تضحي من أجل ضمان خدمات صحية للمواطنين على مدار الأسبوع، ليلا ونهارا، في ظروف قاسية وبإمكانيات متواضعة، بل وفي أماكن نائية وصعبة الولوج. " واعتبر الوردي أن منشط البرنامج، مارس تسفيه جهود هذه الفئة المناضلة وتضحياتها الجسيمة التي يطبعها كثير من نكران الذات والتي تستحق من المغاربة جميعهم عميق التحية والتقدير، محملا المسؤولية المباشرة في هذه النازلة، التي وصفها بالخطيرة بالدرجة الأولى إلى إدارة القناة الثانية، خاصة لكون البرنامج مسجلا وليس مباشرا. حيث دعا في هذا الصدد إدارة القناة الثانية، باعتبارها منبرا إعلاميا رسميا، إلى تقديم اعتذار رسمي.