ثمن ممثلو الأحزاب السياسية الموقف القوي والحازم الذي أعرب عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في التصدي لكل التجاوزات التي تهدد أمن واستقرار المملكة في أقاليمها الجنوبية، وتحاول المس بالوضع القانوني للمنطقة العازلة، من خلال تسلل ميليشيات "البوليساريو" إلى المنطقة العازلة، وقيامها بأعمال عدائية، مما يشكل انتهاكا للاتفاقات العسكرية، وتهديدا صريحا لسريان وقف إطلاق النار، وذلك حسب بلاغ صادر عن رئيس الحكومة بعد اجتماع عقده اليوم مع زعماء الأحزاب السياسية لإطلاعهم على آخر المستجدات المتعلقة بالتحرك الذي باشرته المملكة بالمنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية. وأوضح البلاغ، الذي توصلت "رسالة 24″ بنسخة منه، أن المشاركين في الاجتماع أشادوا ب"الموقف السامي المتسم بالقوة والحزم الذي تضمنه خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، من خلال إعراب جلالته عن الرفض القاطع للمملكة لكل الممارسات الساعية لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة، مؤكدا جلالته على استمرار المملكة في تجسيد النموذج الفريد في التعبئة الجماعية، والالتزام والانضباط والتشبث بالحق". وأضاف البلاغ أن "عزم جلالة الملك يبقى قويا في ضرورة التصدي بحزم للأعمال غير المسؤولة والخطيرة التي تنهجها ميليشيات "البوليساريو"، كما أن قناعة جلالته تامة بضرورة وضع حد بشكل جذري ونهائي لاستفزازات وتصرفات الكيان الوهمي"، مشيرا إلى أن " قرار المملكة بإعادة النظام إلى المنطقة العازلة من خلال تحرك حازم، ينبع من هذه الرؤية الملكية التي ستظل الموجه الثابت للمغرب حيال استفزازات أعداء الوحدة الترابية، والتي ستتضاعف على قدر تواصل نجاحات المملكة في حصد الدعم المتزايد للمنتظم الدولي لقضيتها العادلة". ودعا كافة المشاركين خلال هذا الاجتماع إلى "التعبئة الشاملة واليقظة المتواصلة لكل القوى الحية للذود عن وحدة المملكة وسلامة أراضيها"، كما أعرب زعماء الأحزاب السياسية الوطنية خلال هذا الاجتماع، عن "تقديرهم الرفيع للمبادرات والتوجيهات الملكية السامية الهادفة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وترسيخ مغربية الصحراء بشكل لا رجعة فيه"، معبرين بالإجماع عن دعمهم المطلق للقرارات الملكية وتجندهم الدائم وراء صاحب الجلالة، لصيانة وحدة الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره"، وفق نص البلاغ. هذا، وقد شارك في هذا الاجتماع، بالإضافة إلى رئيس الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية الوطنية، كل من فؤاد عالي الهمة، مستشار صاحب الجلالة، وعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وذكر البلاغ أن هذا الاجتماع جاء بتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موضحا أن القوات المسلحة الملكية، أقامت بتعليمات من قائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حزاما أمنيا على بعد 4 كيلومترات عن المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا، من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات. وأورد البلاغ الاستعدادات لهذه العملية جرت على الساعة السادسة صباحا، قبل انطلاقها على الساعة الثامنة صبيحة يومه الجمعة.