نظمت، اليوم الجمعة، حوالي 30 جمعية تمثل مسلمي مدينة سبتةالمحتلة، مسيرة احتجاجية حاشدة شارك فيها أزيد من ثلاثة آلاف شخص، جابوا خلالها الشوارع الرئيسية لمدينة سبتةالمحتلة في تظاهرة اعتبرت الأضخم في تاريخ المدينة منذ 14 سنة، للتنديد بالعنصرية التي يتعرض لها المسلمون بالمدينة من طرف حزب “فوكوس” اليميني المتطرف، بعدما أذكت تصريحات بعض ممثليه نار الفتنة والغضب في صفوف مسلمي المدينة، بعد ترويج الحزب المشارك في الحكومة المحلية لأغنية عنصرية ضدهم، والتشكيك في وطنيتهم واسبانيتهم، بشكل أصبح يهدد تماسك ونسيج المجتمع . كما شارك في هذه المسيرة، أيضا، حقوقيون وفاعلون مدنيون سياسيون منتمون إلى أحزاب يسارية، بالإضافة إلى جمعيات مهنية، وذلك بعدما أعلنت فرقة غنائية شعبية عن تأدية أغنية تقدح في المسلمين وذوي الأصل المغربي خلال مهرجان سنوي شهدته سبتة السبت الماضي. وكان أعضاء من حزب "فوكس" اليميني المتطرف، قد روجوا لكلمات الأغنية التي كتبها أحد العنصريين الإسبان، والذي يدعى خورخي بيريز، وهو في الأصل عنصر في الشرطة المحلية الإسبانية، والتي تم عزفها خلال احتفالات اليوم عبر إحدى فرق "تشيريغوتا"، والتي تؤدي عادة أغانٍ هجائية ذات كلمات قاسية. الأغنية تستعمل كلمة "الموروس" التحقيرية لوصف مسلمي سبتة ذوي الأصل المغربي، وتشير إلى أنهم يريدون احتلال المدينة وأنهم الآن يتعلمون من أجل تنفيذ هذا المخطط، كما تؤكد بنبرة متحدية على أن "تربة سبتة من أصل إسباني"، وتتوعد بالدفاع عنها ضد المسلمين. مسلمو مدينة سبتة أكدو عبر مجموعة من الشعارات التي رفعت خلال المسيرة الإحتجاجية التي وصفت بالضخمة، أنهم يعتنقون الدين الاسلامي، وهم مفتخرون بذلك، وهم كذلك مسلمون إسبان ولا ينازعهم أحد في اسبانيتهم ووطنيتهم، حيث رفعوا مجموعة من اللافتات يقولون فيها بأنهم خرجوا ضد العنصرية التي تهدد تماسك النسيج المجتمعي بالمدينة. كما رفع المحتجون شعارات تطالب الحكومة المحلية بإيجاد حلول عاجلة للمشاكل التي تتخبط فيها المدينة، ومن بينها مشاكل الحدود والاختناق الاقتصادي الذي تعيشه سبتةالمحتلة. وأكد البيان الختامي لمنظمي المسيرة، تشبت ساكنة المدينة بالتعايش السلمي، ونبذ مسلمي سبتة لأي عمل يخل بقواعد الاحترام من أي طرف كان، معلنين في ذات الوقت، عن رفضهم التام لأي إقصاء قد يطال أهم مكون من مكونات المجتمع السبتي الذي يتميز بتنوعه العرقي والديني. هذا، ووجد رئيس الحكومة المحلية لسبتة، خوان بيباس، المنتمي للحزب الشعبي، والذي فضل في شهر دجنبر الماضي، عقب الانتخابات المحلية، التحالف مع حزب "فوكس" عوض الحزب الاشتراكي العمالي، نفسه في مأزق كبير بعد انتشار هذه الكلمات، حيث حاول، إلى جانب وزير التعليم والثقافة المحلي كاروس رونتومي، العمل على منعها لتهدئة الأوضاع بالشارع السبتي الرافض للاغنية التي تحرض على العنصرية والكراهية بين مكونات المجتمع.