أختتمت أمس، الأربعاء، بمنطقة بليونش الساحلية، بعمالة المضيقالفنيدق، أشغال دورة تكوينية إستهدفت منخرطات التعاونية النسوية “موجة بليونش”، والتي تروم تمكين النساء من مجموعة من الآليات التقنية، المرتبطة بالإبحار على متن قوارب الصيد التقليدي، في أفق تمكينهن من دفاتر بحرية لولوج المهنية من ابوابها الواسعة، كرهان ظل يشكل هاجسا للمهتمين بالشأن البحري بالإقليم، لاسيما أن نساء التعاونية المذكورة، راكمن مجموعة من التكوينات في السنوات الآخيرة، شكلت الأرضية الصلبة لتطوير أدائهن في قطاع ظل لسنوات طويلة يعتبر حكرا على الرجال بسواحل المنطقة. وأكد مصدر مسؤول بقطاع الصيد البحري بالاقليم، أن الدورة التكوينية التي تروم تطوير أداء المتعاونات وتنويع أنشطتهن البحرية، للرقي بأداء تعاونيتهن، حيث تلقت النسوة مهارات متعددة تتعلق بالإبحار على متن قوارب الصيد التقليدي، وهن العارفات بخبايا البحر، لاسيما أن عددا منهن من مواليد جزيرة ليلى. ويتوخى من الدورة التكوينية – حسب المسؤول ذاته – تمكين المتعاونات من الدفتر البحري، ما سيعطيهن الصفةالقانونية، لممارسة نشاط الصيد جنبا إلى جنب شقائقهن الرجال بهذه المنطقة التي تعتمد بشكل أساسي على الصيد كمورد من موارد الرزق والحياة . وأضاف المتحدث نفسه، أن مواكبة المتعاونات البحريات، جاءت بعد أن أبنّ عن كفاءة عالية في التحصيل، والرغبة في المضي قدما بتعاونيتهن، وذلك بعد أن شكل التفكير في هذه الخطوة قبل سنوات، تحديا حقيقيا لهذه الكفاءات، وذلك قبل أن يتحول الأمر اليوم إلى حقيقة. وأوضح المسؤول الإقليمي، أن الرهان يبقى على صقل الموهبة بالمعرفة وتطوير الأداء للرقي إجتماعيا بالمتعاونات، أحد الاهداف الرئيسية، لاسيما وأن المشروع يستبق إطلاق السياحة البحرية، التي ستنشطها قوارب الصيد التقليدي بالدائرة البحرية للمضيق، ما سيوفر فرصا هامة لإشتغال النسوة في هذا النشاط الجديد، إلى جانب نشاطهن في قطاع الصيد، رفقة ذويهم أزواجا كانوا أو إخوانا أو أبناء. كما شكل التكوين الذي جاء ليتمم سلسلة من التكوينات، التي خضعت لها النساء، والتي واكبت المتعاونات على طول سلسلة التكوين، إذ همّ التكوين الأول مجموعة من المواضيع ذات الصلة بالترقية المهنية والإجتماعية، خاصة مواضيع كالتواصل وتدبير النزاعات، ومفهوم العمل التعاوني كتنظيم، لياتي بعد ذلك تكوين آخر هم الجانب القانوني، بناء على القانون رقم 112.12، ثم تكوين آخر هم خياطة الشباك وإصلاحها، وصولا إلى دورة تكوينية في تثمين المنتوجات البحرية. ونحن اليوم – يقول نفس المسؤول – نختتم تكوينا يعد نقلة نوعية في قطاع الصيد بالمنطقة، وهو المتعلق بالمبادئ الأولية للسلامة البحرية، وهي أول تجربة يتم تنظيمها بالمغرب، بإعتبارها ستمكن البحارات من الحصول على الدفتر البحري. وركزت الدورة التكوينية على شقين نظري وآخر تطبيقي، إذ همّ الشق النظري العمل على رفع مستوى المهارات لاكتساب السلامة في بيئة عمل مهنة الصيد البحري، والتصرف الصحيح في حالات المخاطر، من خلال حلول تدريبية وعلمية، ترتكز على الجانب العملي في التدريب البحري والسلامة البحرية. وتعرف النسوة خلال التكوين – حسب فاطمة مخناس – رئيسة تعاونية موجة بنيونش، على مجموعة من التقنيات، كالتعاطي مع الحرائق، والإسعافات الأولية، وكذا أساليب البقاء على قيد الحياة. فيما تجسد الشق التطبيقي تضيف رئيسة الجمعية، في الإنطلاق في رحلة بحرية بالسواحل المحلية، تم خلالها تجريب مجموعة من آليات الصيد، تروم إكتساب المتعاونات اللائي إستفدن من معدات مرتبطة بتدبير السلامة البحرية على متن قوارب الصيد، الثقة في النفس وتعريفهن ظروف الإبحار. ونوهت رئيسة التعاونية بالأجواء الحسنة التي طبعت جميع مراحل الدورة التكوينية، التي وصفتها بالإستثنائية، مشيدة في الوقت ذاته، بالمجهودات التي راكمها مختلف المتدخلين لمواكبة التعاونية، والرقي بأدائها نحو الأفضل، الشيئ الذي جعل من التعاونية، نموذجا يقتدى به على المستوى المحلي والجهوي والوطني، تضيف رئيسة تعاونية موجة بنيونش، دائما.