أكدت مصادر مقربة ل”رسالة 24″، أن المعهد الوطني للموسيقى بطنجة “الكونسرفاتوار”، الواقع “مؤقتا” بشارع أبي زرع بحي البرانص بطنجة، قد أصبح يعيش أسوأ أيامه في ظل ظروف عمل غير مناسبة، تفتقد لأدنى شروط العمل الضرورية، بسبب تأثره بإغلاق بناية المعهد الآيلة للسقوط بشارع مهتما غاندي وسط المدينة، يناير الماضي. وحسب المصادر ذاتها، فإن المعهد سجل تراجعا مهولا في عدد المتمدرسات والمتمدرسين المسجلين بأقسامه هذا الموسم 2019/2020، مقارنة بالسنوات الماضية بمعدل ناقص 300 متمدرسة ومتمدرس، حيث إعتاد المعهد أن يستقبل حوالي 800 تلميذة وتلميذ وأكثر، في حين لم يتجاوز هذه السنة استقبال 500 منهم بمختلف الأقسام. كما أوضحت نفس المصادر، أن الهدر ونقص المتمدرسين سجل بالخصوص في الاقسام الدنيا، وفي صفوف التلاميذ الصغار، خاصة الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة، بسبب بعد المعهد عن الروافد وموقعه الغير مناسب المفتوح على الشارع الرئيسي الذي يعرف حركة دؤوبة للسير والجولان، ورواجا تجاريا كبيرا، مما يشكل خطرا حقيقيا على سلامة الصغار، فضلا عن الضجيج والضوضاء التي لا تفتر على مدار اليوم، والتي حولت يوميات المعهد إلى جحيم يومي لا يطاق، حيث باتت هذه الوضعية الشاذة والواقع الصعب الذي يمر منه المعهد، تهدد بموت تجربته وضرب كيانه في غياب وجود أي تصور مستقبلي واقعي للحل الممكن لإنقاذه. وكانت المصالح المختصة بولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة بطنجة وجماعة طنجة، قد قرروا شهر يناير 2019، الاغلاق المؤقت، لبناية المعهد الوطني للموسيقى، الكائن بشارع مهاتما غاندي رقم 10، بطنجة، بسبب حالته المتردية، خاصة بعد ظهور عدة تشققات وتصدعات خطيرة خاصة بالجدران، وظهور آثار الرطوبة بجميع مرافقه، وجود شقوق على أرضية القاعات المخصصة للدروس، وجود شقوق بجدار قفص الادرج، تلاشي جزء كبير من القطَّار Larmier المحيطة بقفص الادرج على مستوى السطح،والتي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة التلاميذ وهيأة التدريس والأطر الإدارية المكونة من 27 أستاذ و5 إداريين، وكدا المرتفقين والساكنة المجاورة على حد سواء. وبسبب اغلاق بناية المعهد، وجد أكثر من 700 تلميذة وتلميذ، ممن يتابعون دراستهم بالمعهد الوطني للموسيقي بطنجة، محرومين من الدراسة به، مما اضطر المندوبية الجهوية للثقافة الى اتخاذ إجراءات عملية عاجلة لضمان عودة التلاميذ إلى المعهد في ظروف مناسبة، وبالتالي إنقاذ الموسم الدراسي من الضياع، حيث وجد مسؤولو المعهد أنفسهم مضطرين للجوء إلى كراء بناية سكنية مكونة من 3 طوابق بحي البرانص، رغم عدم تتوفرها على جميع الشروط الهندسية والتربوية والفنية المطلوبة، بسومة كرائية حددت في 23 ألف درهم للشهر لمدة مؤقتة لكن غير محددة، بحيث يمكن أن تتحول إلى دائمة. ويطالب المتتبعون للشأن الفني والثقافي بعاصمة البوغاز، بإنقاذ نقل المعهد الوطني للموسيقي من عمارة حي البرانص إلى معهد الموسيقي الملحق بالمركز الثقافي “أحمد بوكماخ” التابع لجماعة طنجة، والذي افتتح شهر أكتوبر 2016، وكلف ميزانية هامة فاقت 52 مليون درهم من المال العام، والمجهز بأحدث التجهيزات التقنية والفنية واللوجيستيكية المناسبة.