فتح المركز القضائي للدرك الملكي بمدينة طنجة، صباح اليوم الجمعة، بحثا قضائية عاجلا بإشراف مباشر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بطنجة، حول ملابسات سقوط طائرة صغيرة مجهولة الهوية، فجر اليوم الجمعة، بمنطقة دار الشاوي القروية شرق طنجة، بعد اختراقها الأجواء المغربية، في ظروف غير محددة. وأفادت مصادر جيدة الاطلاع ل “رسالة24” ، أن مصالح الدرك الملكي تمكنت من اعتقال ربان الطائرة المشبوهة، وهو مواطن يحمل الجنسية الاسبانية من أصل مكسيكي، يبلع من العمر حوالي 44 سنة، مقيم بإسبانيا، ووضعته تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث في القضية، بعد إخضاعه للعلاج إثر إصابته بسبب سقوط الطائرة الخفيفة. وكشفت المصادر ذاتها، بأنه يعتقد أن تكون الطائرة اخترقت الأجواء المغربية قادمة من إسبانيا عبر مضيق جبل طارق في مهمة خاطفة لشحن المخدرات المعدة للتهريب الدولي، غير أن قوة الرياح وسوء الأحوال الجوية ووعورة التضاريس وارتفاعها وكثافة الضباب، كانت السبب في سقوطها المفاجئ وسط منطقة آهلة بالسكان الذين حاصروا الطائرة وربانها. وأضافت ذات المصادر دائما، أن التحقيقات القضائية متواصلة على قدم وساق لتحديد هوية الطائرة والكشف عن شركاء محتملين لها بالمنطقة، وعن سبب اختراقها الأجواء المغربية، عن طريق تحليل المعلومات التقنية للوحة القيادة الإلكترونية للطائرة. وتتحدث التقارير وبشكل دائم عن هبوط طائرات كبار مهربي المخدرات في مناطق مختلفة من مدن الجهة الشمالية للمملكة، خصوصا الفحص أنجرة، العرائش، إذ أن التنسيق الأمني المغربي الإسباني مكن البلدين شهر أكتوبر سنة 2009 ، من تفكيك شبكة دولية للاتجار والتهريب الدولي للمخدرات عبر المروحيات الصغيرة والطائرات السياحية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، والتي كانت تخترق مناطق محددة من الأجواء المغربية. وهي العملية التي كانت قد خلفت في حينها زوبعة إعلامية كبيرة على المستويين المغربي والاوروبي، حيث كانت تقوم هذه الشبكة الإجرامية المحترفة بشحن المخدرات من على أراضي مغربية ونقلها إلى الجنوب الإسباني، وذلك بعد أن أحدثت مطارات صغيرة سرية للهبوط فيها بالعديد من المناطق الإسبانية والمغربية من بينها مالكا الإسبانية، ومدن أخرى ساحلية مغربية. وأصبح استخدام الطائرات الصغيرة في تهريب المخدرات ببعض مدن الشمال خاصة بطنجةالعرائش والفحص أنجرة، يعتبر طريقة جديدة يستعملها المهربون لسهولة التنقل عبر الجو، وذلك بعد تشديد المراقبة على الحدود البرية والبحرية والجوية بالمطارات من قبل السلطات المغربية المكلفة بحماية الحدود الوطنية من التهريب.