في انتظار تحيين أرقامها وإحصائياتها حول العنف ضد المرأة، عادت المندوبية السامية للتخطيط لترسم صورة سوداء عن هذا العنف الممارس ضد النساء في إطار الزواج أو من طرف العائلة، وهي تذكر بنتائج البحث الوطني حول هذه الظاهرة التي تطال النصف الثاني من المجتمع، والذي أنجزته المندوبية، سنة 2009 لدى عينة من النساء والفتيات، تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 64 سنة. وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، الذي يصادف ال25 نونبر من كل سنة. وكشف البحث ذاته، أن أكثر من نصف النساء المتزوجات (3,7 ملايين ضحية) أو 55بالمائة، تعرضن، خلال الإثني عشرة شهرا التي سبقت البحث، إلى شكل واحد على الأقل من أشكال العنف بالفضاء الزوجي، مشيرا إلى أن العنف الممارس بالوسط العائلي خلف 1,3 مليون ضحية بمعدل انتشار بلغ 13,5 بالمائة. ووفق نتائج البحث، فإن نسبة المتزوجات المعنفات، بلغت 56,1 بالمائة بالمدن، مقابل 53,3 بالمائة بالقرى، أما بخصوص العنف العائلي فقد بلغت النسب، على التوالي، 14,3 بالمائة و 12,3 بالمائة، وهي الأرقام التي تبين عدم وجود فوارق ملموسة بين المدن والبوادي من حيث انتشار ظاهرة العنف. وقالت المندوبية في البحث المذكور، إن العنف النفسي (السب والشتم، والتحقير، الخ.) يعد الشكل الأكثر انتشارا بمعدل قدره 38,7 بالمائة، تليه انتهاكات الحرية الشخصية للمرأة (المنع من الخروج من البيت، حرية اللباس، حرية العمل، الخ.) بمعدل يبلغ 30,3بالمائة. أما في الإطار العائلي فإن العنف النفسي يحتل أيضا المرتبة الأولى (10,3بالمائة). المعطيات التي قدمتها المندوبية في بحثها المنجز قبل ست سنوات، أظهرت أن السب والشتم والتحقير من طرف الزوج، هي الأفعال الأكثر انتشارا في الإطار الزوجي، ب22,4 بالمائة أو من طرف أسرة الزوج ب6,1 بالمائة، تليها الاعتداءات الجسدية، كالصفع والضرب المبرح والركل، أو التهديد بها، حيث بلغ معدل الانتشار، على التوالي، 5,7 بالمائة و 6,6 بالمائة. وأضافت أن أفعال العنف الأكثر انتشارا بالوسط العائلي، تتعلق بالتدخل في نوعية هندام المرأة أو الفتاة ب 14بالمائة، ثم منعها من الإدلاء أو التعبير عن رأيها بكل حرية 22,7 بالمائة ، التدخل في اختيار صديقاتها 17,9 بالمائة، منعها من الخروج من بيت الأبوين أو التهديد بذلك 15,7 بالمائة و 12,1 بالمائة على التوالي، وأخيرا السب والشتم بمعدل قدره 8,4 بالمائة. هذا، وأظهرت نتائج البحث الوطني حول انتشار العنف ضد النساء، أن ضحايا العنف الزوجي هن أساسا من الوسط الحضري، 60,3 بالمائة شابات، إذ أن 61,6 بالمائة منهن لا تتجاوز أعمارهن 40 سنة، ولا تتوفرن على أي مستوى دراسي 56,8 بالمائة غير نشيطات 82,3 بالمائة ، تزوجن قبل بلوغ سن 25 سنة 82,6 بالمائة، ولديهن طفلين إلى ثلاثة أطفال 50,8 بالمائة. أما فيما يتعلق بالعنف العائلي، فإن أغلب الضحايا ينتمين كذلك للوسط الحضري 63,1 بالمائة وشابات، حيث إن 62,3 بالمائة منهن لا يتجاوز سنهن 30 سنة. كما أن 59,5 بالمائة منهن عازبات و 69,8 بالمائة غير نشيطات.