عقب سلسلة الهجمات الإرهابية بفرنسا التي راح ضحيتها 128 قتيلا وأزيد من 200 مصاب بعضهم حالتهم خطيرة، يوم الجمعة الماضي، أعلنت السلطات الأمنية بالمغرب رفع حالة التأهب واليقظة إلى الخطوط الحمراء. وقد علم لدى مصادر عليمة، أن مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، بتنسيق مع مديرية إعداد التراب الوطني وباقي مصالح وزارة الداخلية، عممت مذكرة " استعجالية" إلى جميع مصالحها بالمغرب، تدعوها إلى اتخاذ التدابير الاحتياطية، بحماية الهيئات الديبلوماسية التابعة لجميع القنصليات والسياح الأجانب بالمغرب، وخاصة القنصلية الفرنسية والأمريكية بالدارالبيضاء والرباط، خاصة بعد الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي طالت العاصمة الفرنسية، وتشديد الحراسة على المعابد والكنائس والثكنات العسكرية، والمصالح الأمنية والملاهي الليلية، والواجهات الكبرى بمعظم المدن. وأضافت المصادر أنه تم نشر أعداد إضافية من فرق " حذّر" بالشارع العام، وكذا نصب سدود قضائية تفتيشية في مداخل ومخارج المدن، لتوقيف كل مشتبه به، وأفادت أن المذكرة شددت الحراسة على جميع المطارات وكذا محطات القطار والاستعانة بفرق الكلاب البوليسية المدربة على اكتشاف المتفجرات والأسلحة أو أي جسم غريب. وأعطى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، أوامره بتثبيت عدد من كاميرات المراقبة لرصد جميع التحركات بالشارع و استنفار عناصر الاستعلامات العامة والأمن العمومي مرفقين بعناصر اللواء الخفيف " البلير"، من أجل حراسة جميع الفنادق والمعاهد الأجنبية والمراكز الحيوية التي يزورها السياح بعدد من مدن المملكة، وعند مداخل الفنادق والباحات وتفتيش السيارات، لتأمين وضمان الأمن للمواطنين وممتلكاتهم، كما يتم إخضاع جميع المشكوك في أمرهم لتفتيش وقائي، تحسبا لأي تهديد إرهابي، وستضرب مديرية مراقبة التراب الوطني " ديستي" مراقبة ثابتة على عدد من السجناء السابقين والمشتبه في تورطهم في أعمال إرهابية، وكذا عدد من المساجد ودور القرآن في الأحياء الشعبية والدواوير النائية. ووصف مصدر أمني أن هذه الإجراءات تدخل في إطار مخطط استباقي لمصالح الأمن بمختلف أصنافها لاتخاذ تدابير وقائية واحترازية مشددة، والرفع من حالة الاستنفار والتأهب. وقد شملت المذكرة الاستعجالية رجال القوات المساعدة للالتحاق بالدوائر الأمنية والملحقات الإدارية وتعزيز الدوريات المتنقلة والراجلة بالشوارع، كما وجهت تعليمات لعناصر الدرك الملكي والجمارك لنصب سدود قضائية بمداخل عدد من المدن والمراكز الحساسة والمعابر الحدودية البرية والبحرية. وحسب إرسالية لولاية أمن الدارالبيضاء صادرة صباح أول أمس إلى جميع مصالحها، بضرورة العمل بشكل عادي والتكثيف من الحملات التمشيطة، وتمديد الديمومة على مدار اليوم، ونصب السدود القضائية للتحقق من هوية المشتبه بهم .