لم يقتصر تزايد الطلب على الطماطم المغربية في أسواق الاتحاد الأوروبي بل شمل أسواق أخرى، من ضمنها بريطانيا، إلا أن النجاح الذي تحققه صادرات المغرب من الطماطم، تحول إلى عامل قلق بالنسبة لإسبانيا التي أصبحت تتدارس كافة السبل من أجل الوصول إلى أفضل الطرق لمواجهة المنافسة المغربية، في الوقت الذي يؤكد فيه مهنيو الفلاحة أنه بالرغم من حيوية القطاع، إلا أنه يعرف أزمة إنتاج بسبب برودة الطقس والتي من شأنها أن تساهم في ارتفاع الأسعار وكذا التصدير الذي يوسع عامل المنافسة. وكشف تقرير وكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوربي، أن الطماطم القادمة من المغرب أصبحت تستحوذ على 70 في المائة من السوق الفرنسي، وأكدت الأرقام التي تم تسجيلها نهاية العام الماضي والتي تظهر ارتفاعا ملحوظا للصادرات المغربية من الطماطم، ذلك أنه خلال شهري شتنبر وأكتوبر من السنة الماضية، بلغ حجم الصادرات أكثر من 11 ألف طن و40 ألف طن على التوالي، لتبلغ نسبة ارتفاع الصادرات المغرب من الطماطم نحو الاتحاد الأوربي أكثرمن 50 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2013. وأكد عمر منير نائب رئيس الكونفدرالية المهنية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه أن الأسعار مسألة طبيعية ناتجة عن ضعف الإنتاج الناجم عن موجة البرد القارس التي تشهدها المملكة، مضيفا في اتصال هاتفي مع "رسالة الأمة" أنه بالرغم من تزايد التصدير ، إلا أن القطاع يعرف أزمة إنتاج تؤثر على القدرة الشرائية للمستهلك بحكم هيمنة الطلب على العرض. يشار إلى أن أسعار الطماطم بالسوق الوطنية عرفت بعض الارتفاع بفعل تضررها من التساقطات المطرية التي تشهدها معظم مناطق المملكة، حيث عزا مهنيو الفلاحة الأمر إلى التغيرات المناخية التي ألحقت خسائر بالمنتوج وكانت لها تأثيرات سلبية على كمية وجودة الإنتاج ساهمت في ظهور بعض الأمراض والطفيليات في المنتوجات الفلاحية. يذكر أن الاتحاد الأوربي قام بتسهيل إجراءات دخول الخضر والفواكه المغربية إلى الأسواق الأوربية وهو الأمر الذي لم تستسغه إسبانيا لدرجة أنها طالبت من المفوضية الأوربية بالتدخل من أجل إعطاء الأسبقية للخضر والفواكه الأوربية والإسبانية على وجه الخصوص.