صادقت الحكومة الإسبانية، خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد الأسبوع الماضي، على مرسوم مشروع قانون يحظر استعمال القوارب الهوائيةة المطاطية والصلبة السريعة، خاصة تلك التي يطلق عليها اسم “فانطوم” أو “الشبح” ، من نوع “غوفاست” والتي تستخدمها شبكات التهريب الدولي للمخدرات، والهجرة السرية بين صفتي المتوسط. واعتبرت الحكومة الإسبانية في بيان أصدرته في ختام أشغال مجلس الوزراء، أن أنجع وسيلة لتنفيذ هذا الإجراء الخاص بمنع استعمال القوارب المطاطية السريعة هو الموافقة على مرسوم القانون الذي يقضي بحظر استخدامها أو بيعها أو استيرادها. وأوضح البيان الحكومي، أن هذا الإجراء الذي فرضته “حاجة ملحة” يروم مواجهة ظاهرة الاستخدام المتزايد لهذا النوع من القوارب الجهنمية خاصة في ميدان الاتجار الدولي في المخدرات أو في البشر، وتسكل خطرا على الأمن البحري الاسباني، مشددة على أن السلطات المختصة ستستمر في إنشاء سجل للشركات الملاحية، لتحديد من يمكن امتلاك واستخدام هذه القوارب، علما أن مجلس الوزراء الاسباني سبق له وأن وافق في يوليوز الماضي، على مشروع قانون أولي يحظر الاستخدام الخاص دون ترخيص مسبق من لدن الجهات المختصة لهذا النوع من القوارب الهوائية ومثيلاتها الصلبة. وأكد البيان، أن مجرد امتلاك هذا النوع من القوارب، سيعطي لمصالح الأمن من الآن فصاعدا، كل الحق وكل المشروعية في ملاحقته وحجزه ومصادرته، ومتابعة أصحابه ومالكيه. وشدد نفس المصدر، على أن “الطابع الخطير والملح” لهذا المشكل، يفسر المصادقة على هذا المرسوم، مشيرا إلى ضرورة اعتماد والمصادقة على هذا النص القانوني من طرف البرلمان. وأكدت إيزابيل سيلا المتحدثة باسم الحكومة الاسبانية خلال ندوة صحفية في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء، أنه “من الملح وضع حد لهذه المشكلة” مضيفة أن القوارب السريعة خاصة من نوع (غوفاست)، أصبحت من الآن فصاعدا محظورة في جميع أنحاء إسبانيا. معلوم أن زوارق الفانطوم (غوفاست)، الإنجليزية الصنع، تتميز بسرعتها الفائقة، وقد يتجاوز طولها 12مترا، وعرض يفوق المترين ونصف المتر، ومزودة ب 3 أو 4 محركات نفاثة تشتغل بالبنزين، قوة كل واحد منها 300 حصان، وتعادل سرعته 300 كلم في الساعة على اليابسة، وهو ما يجعل من ملاحقتها أو توقيفها أمرا في غاية الصعوبة، بحيث يمكنها أن تقطع مضيق جبل طارق في أقل من 18 دقيقة، مع قدرتها على فى المناورة وتغيير الاتجاه بسهولة كبيرة دون أن تنقلب أو تفقد التوازن فوق الماء.