أكدت السفيرة المتجولة لصاحب الجلالة، أسية بنصالح العلوي، أمس الأحد بالرباط، أنه يتعين أن يوضع البعد الإنساني بشكل حتمي في صلب الحكامة العالمية. وشددت العلوي، في مداخلة خلال جلسة نقاش بمناسبة الدورة ال11 لمؤتمر السياسة العالمية، أن “البعد الإنساني غالبا ما تم تجاهله أو انتهاكه أمام تصاعد العنف وخاصة من قبل الأنظمة الاستبدادية وشبكات الجريمة الدولية”. وأعربت عن الأسف لكون “العنف أضحى أيضا عنفا لفظيا بل حتى واقعيا لدى بعض القيادات”، مشيرة إلى أن هذا العنف يؤدي إلى الانقسامات داخل الأمة، وأيضا بين الأمم. وبعدما اعتبرت كافة أشكال العنف غير مقبولة، وخاصة ذلك العنف الذي يستهدف النساء، أشادت السيدة بنصالح العلوي بمنح جائزة نوبل للسلام لإمرأة ، ويتعلق الأمر بالإيزيدية نادية مراد، معتبرة ذلك سبيلا لتلافي المظالم التي تعاني منها النساء. من جهة أخرى، أبرزت السفيرة المتجولة لصاحب الجلالة الصلة بين الهجرة، والهوية، والمقيمين بالخارج، مشددة على ضرورة تثمين ثراء وتنوع الثقافات، والتي يمكن أن تكون مفيدة ليس فقط لبلدان الاستقبال، وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ للبلدان الأصلية، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ الحال ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠجالية المغربية. من جانبه، ألقى مدير مرصد “فاروس”، بيير موريل، الضوء على التفاعل المباشر بين العولمة والتفكير الهوياتي. وأبرز الممثل الخاص السابق للاتحاد الأوروبي لآسيا الوسطى والأزمة في جورجيا، أن الهوية هي مفهوم معقد يتطور بمرور الوقت في سياقات متعددة، داعيا إلى عدم التطرف في الهوية و جلعها بعدا وحيدا. وأضاف أن الدين يعتبر عنصرا محفزا على التفكير الهوياتي ولكن لا يعرفه لوحده، داعيا إلى “التعددية المذهبية والدينية في مواجهة مقاربة اختزال الهوية والانكماش في مواضيع الأقليات الدينية “. وشارك في هذا النقاش، الذي خصص لمواضيع مختلفة من بينها الظرفية الدولية و العولمة، العضو البارز في مركز السياسة الدولية التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، ووزير الاقتصاد والمالية السابق، فتح الله ولعلو، ونائب مدير معهد العلاقات الدولية بموسكو، أرتيم مالغين، وعميد مدرسة الشؤون العامة والدولية، مانويل مونيز، والرئيس الفخري لمؤسسة ماكول ماكبين، والأمين العام السابق لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي، دونالد جونستون. وجمعت النسخة الحادية عشرة لمؤتمر السياسة العالمية أزيد من 250 شخصية رفيعة المستوى من 40 بلدا، وذلك من أجل تبادل النقاش والحلول حول التغيرات المضطردة التي يشهدها العالم. كما تركزت أشغال دورة هذا المؤتمر على رهانات التجارة الدولية، والتربية والتعليم، وتنمية إفريقيا، وقضايا الطاقة والمناخ، وحالة الاقتصاد العالمي، إلى جانب مواضيع أخرى. يذكر أنه تم تصنيف هذا اللقاء العالمي ،الذي أسسه سنة 2008 تييري دومونت بريال رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، كثالث أفضل مؤتمر مركز تفكير في العالم سنة 2017، وذلك من قبل “غلوبل غو تو ثينك تانكس أنديكس” مؤشر أفضل مركز تفكير من جامعة بنسلفانيا.