في إطار المجهودات المتواصلة التي تبذلها الأجهزة الأمنية لدرء الخطر الإرهابي، أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيك خلية جديدة تتكون من خمسة عناصر ينشطون بمدينة طنجة. وحسب بلاغ للوزارة، فإن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تمكنت على ضوء معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة إجرامية تنشط بمدينة طنجة، يتبنى أعضاؤها توجهات متطرفة، ويقومون بتنفيذ اعتداءات ضد المواطنين. وحسب المصدر نفسه فقد تم توقيف خمسة عناصر ينشطون ضمن هذه الشبكة، لتورطهم في تنفيذ عدة عمليات إجرامية بأحياء مدينة طنجة، باستعمال أسلحة بيضاء وعصي تحت ذريعة تطبيق ما يصطلح عليه بمبدأ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". واعتبر سعيد لكحل، الباحث في الحركات الإسلامية والإرهابية، تورط عناصر من تيار السلفية الجهادية والمنضوي تحت لواء ما يسمى ب"جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ليس بالأمر الجديد، حيث سبق لعناصر تنتمي إلى هذه الجماعة المتطرفة أن قامت بمدينة طنجة بضرب أحد الأشخاص عن طريق جلده بمبرر تطبيق ما اعتبروه شرع الله في حقه بسبب معاقرته الخمر. وقال لكحل، في اتصال هاتفي أجرته معه" رسالة الأمة" إن تنفيذ عناصر تتبنى الفكر السالف الذكر اعتداءات على المواطنين بواسطة أسلحة بيضاء، تصل أحيانا إلى القتل، يؤكد أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا مجرمين خطيرين تحت الغطاء الشرعي والديني. وأضاف الباحث في الحركات الإسلامية والإرهابية أن اعتداء عناصر تنتمي للشبكة الإجرامية السالف الذكر على المواطنين واعتبار ذلك أمرا شرعيا، هي أعمال مخالفة للقانون، مشيرا إلى أن الخطير في الأمر هو تعمدهم في كثير من الأحيان إلى سلب الناس أرزاقهم واعتبار ذلك "غنيمة من الكفار"، والحال، يوضح لكحل، أنهم مجرمون حقيقيون وخطيرون على المجتمع أكثر من غيرهم من مجرمي الحق العام، حيث، يضيف الكحل، أن اقتراف مثل هذه الجرائم هي بداية لهذه الخلية المتطرفة لتقوية نفسها، في انتظار أن تقدم مستقبلا على تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المغرب في أمنه واستقراره، أو سلب ممتلكات و أموال المواطنين لتمويل الحركات الإرهابية، أو تجنيد المقاتلين قصد إرسالهم لبؤر لتوتر . إلى ذلك، أشارت وزارة الداخلية في بلاغها إلى أنه سيتم تقديم المعنيين بالأمر أمام العدالة فور انتهاء التحقيقات الجارية معهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة. يذكر أن وزارة الداخلية كانت قد أعلنت الثلاثاء الماضي عن تفكيك خلية إرهابية ينشط أعضاؤها بمدينتي الفنيدق وسبتة المحتلة، إضافة إلى مليلية المحتلة وبرشلونة، متخصصة في تجنيد واستقطاب متطوعات من جنسية مغربية وإسبانية قصد تسهيل إلتحاقهن بتنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" بسوريا والعراق.