لم يتأخر رد قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، على البلاغ “الناري” الذي أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ضد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة والقيادي التجمعي، بعد اتهام هذا الأخير للعدالة والتنمية، دون ذكره بالاسم، ب”السعي إلى تخريب البلاد”. رد التجمع الوطني للأحرار، جاء في تصريح صحفي لرئيسه عزيز أخنوش، عممه أمس (الأربعاء) على عدد من وسائل الإعلام، بينها “رسالة 24″، عبر من خلاله عن “اندهاشه”، مما وصفه ب”التهافت في ردود الأفعال المتضخمة وغير المفهومة” التي استهدفت عضوا للمكتب السياسي في حزبه. وكان العلمي قد اتهم “إخوان سعد الدين العثماني” بأن لديهم مشروعا ل”تخريب البلاد”، لترد عليه قيادة “البيجيدي” ببلاغ استنكرت فيه ما أسمته “التهجم السافر وغير المسؤول”، بل أضافت أن هذا “التصرف خرق بشكل سافر قيم وأخلاق العمل المشترك ويجعله في حكم الخطأ الجسيم”. وقال أخنوش في التصريح الصحفي ذاته “لقد اندهشنا من هذا التهافت في ردود الأفعال المتضخمة وغير المفهومة التي استهدفت عضوا للمكتب السياسي في حزبنا، والذي كان يتحدث للشبيبة بمناسبة مداخلته في الجامعة الصيفية لشبيبة الحزب، ويقوم بدوره التأطيري ويمارس حقه في التعبير فيما يتعلق بالخيارات الاقتصادية التي يمكن لبلدنا أن يسير على منوالها أو يتفاداها”. وأضاف أخنوش أن إصدار الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي يرأس الأغلبية الحكومية، ل”بلاغ صحفي لمهاجمة أحد أعضاء المكتب السياسي في حزب التجمع الوطني للأحرار”، هو “تصرف غير مقبول”، مبديا في الوقت ذاته استغرابه من أن التهجم كان “علنا”. وتابع أخنوش مخاطبا حليفه بالأغلبية، “نشعر استغراب كبير، لأنه في اللحظة التي نعتقد فيها أن الوطن يجب أن يتأهب لمجابهة التحديات التي تواجهه، وفي لحظة نحن مدعوون فيها جميعا إلى التجاوب مع النداءات الملكية التي حملها خطابان أساسيان، وضعانا جميعا أمام مسؤولياتنا”، قبل أن يتساءل قائلا “هل هذا هو النقاش الذي اختار البعض جرنا إلي؟.” وزاد رئيس حزب “الحمامة”، أن قيادة هذا الأخير كانت “تتوقع انتقادات أو نقاشا للأفكار حول القضايا الرئيسية التي أثارها التجمع الوطني للأحرار فيما يتعلق بتنمية القطاعات الاجتماعية بالمغرب، وإيجاد الحلول لمشكل البطالة التي تراكمت خلال السبع سنوات الماضية واتخذت أبعادا تدق ناقوس الخطر”، مضيفا “لكننا مرة أخرى نواجه محاولات للتضييق على هذا النقاش واحتلال المشهد بادعاءات فارغة وعقيمة”. وبعدما أكد أن حزبه “مستمر في التركيز على أولوياته” على الرغم “من محاولات تشتيت الانتباه”، حسب قوله، أشار أخنوش إلى أن التجمع لو “أراد أن يعطي أولوية لهذا النوع من النقاش، لكان لا يزال ينتظر تفسيرات حزب العدالة والتنمية حول الشتائم والافتراءات المباشرة الموجهة من أحد أعضاء أمانته العامة ضد التجمع الوطني للأحرار وأعضائه”، في إشارة منه إلى التصريحات الأخيرة الصادرة عن عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة ل”المصباح”، الذي اتهم “الأحرار” باستعمال المال للفوز بالمقعد البرلماني بدائرة المضيق. واستطرد أخنوش أن هيئته السياسية كثيرا ما تجاهلت “عددا غير يسير من الهجمات”، موضحا أنه “ليس لأننا اعتبرناها هينة، ولكن إيمانا منا بضرورة الحفاظ على مناخ عمل يسمح للمغرب بمباشرة أوراش التنمية الحقيقية، في تنازل منا على حق الرد خدمة لمصلحة الوطن”. وفضل زعيم “التجمع”، أن يختم تصريحه الصحفي بالتأكيد على أن حزبه “من الآن فصاعدا، لم يعد من الممكن استهدافه بهذا الشكل غير اللائق”، مضيفا أن “المواطنين لن يستمروا في تقبل الكيفية التي نتلقى بها الكثير من الافتراءات دون رد فعل”، ثم زاد قائلا إن “الأشخاص الذين وراء هذه الهجمات يشحنونها بكثير من الطاقة، ولا يدخرون أي وسيلة للدعاية من أجل تمريرها، إلى درجة أصبحت معها هذه الهجمات عرقلة لأي محاولة للعمل الجاد”.