رفع المغرب درجة التأهب الأمني والاستعداد لمواجهة أي مخاطر محدقة به قد تهدد أمنه واستقرار وسلامة وأمن مواطنيه وزواره، حيث أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته للحكومة بتفعيل آلية جديدة للأمن تحت اسم " حذر" بمشاركة كل من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة، من أجل تعزيز وتقوية المخطط الوطني لمواجهة الأخطار التي تهدد المملكة. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان لها، أنه تنفيذا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس، اجتمع وزيرا الداخلية والتجهيز والنقل والوزير المنتدب في الداخلية يوم السبت بمطار محمد الخامس حيث شارك في الاجتماع أيضا المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد الدرك الملكي والمفتش العام للقوات المساعدة ومدير الدراسات والمستندات (لادجيد) ومدير مديرية مراقبة التراب الوطني (دي اس تي) والمدير العام للأمن الوطني ومدراء المكتب الوطني للمطارات والخطوط الجوية الملكية ووالي جهة الدارالبيضاء تم فيه تدارس مخططات العمل لمختلف المتدخلين لمواجهة كل تهديد قد يهدد الملاحة بالمغرب، وسيتم تطبيقه تدريجيا في مطارات المغرب والأماكن الحساسة لحماية المواطنين والزوار الأجانب، كما سيتم تفعيل هذه الآلية بشكل تدريجي لدعم عمل مصالح الدولة في حماية المواطنين والزوار الأجانب. وتمثل هذه الآلية الجديدة بحسب عدد من المراقبين، تطورا لافتا، في مسار تعزيز الإجراءات الأمنية وتقوية التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في إطار مجلس أمن وطني لمواجهة التحديات الأمنية المحدقة بالمملكة، ومكافحة المخاطر التي تهدد البلاد علاوة على توفير الحراسة لمختلف مصالح الدولة الحساسة والمواطنين والأجانب. ويعتبر هذا الإجراء الأمني الثاني من نوعه الذي يعلن عنه المغرب في إطار مخطط استعجالي واستثنائي لمواجهة المخاطر التي تحدق بالمغرب، بعد الإجراء الأول الذي تم من خلاله في الصيف الماضي نشر بطاريات ومدافع لمواجهة خطر الطائرات المدنية التي يفترض أنه جرى اختطافها في ليبيا واحتمال توظيفها ضد دول مغاربية أو أوروبية، كما أنها المرة الثانية التي تشارك فيها القوات المسلحة الملكية بشكل مباشر في الإشراف على صيانة الأمن.. وبحسب المراقبين، يفترض وجود تهديدات ما غير محددة تطلبت اتخاذ هذه الخطوات الأمنية التي تعتبر نظريا استثنائية وإن كانت أجواء المنطقة المغاربية تبررها، حيث تتزامن هذه الإجراءات أو مخطط "حذر"، مع الاوضاع الأمنية غير المستقرة في بعض بلدان الاتحاد المغاربي مثل ليبيا التي تعيش على إيقاع مواجهات مسلحة عنيفة بين الجيش الليبي والمليسشيات الإرهابية، وكذا التطورات الأمنية والعسكرية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط في ظل الحرب التي شنها تنظيم داعش هناك في العرق وسوريا.