من التهافتات المضحكة والمبكية في الآن نفسه ما كشفت عنه نتائج امتحانات الباكالوريا لنيل شهادة نهاية الدروس الاعدادية بنيابة مراكش التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز، حيث فوجئ الجميع بحصول تلميذة تدرس بالثانوية الإعدادية حمان الفطواكي ، التابعة لنفوذ النيابة نفسها، على نقطة جد مرتفعة في مادة اللغة العربية بلغت معدل 18/20، في امتحان لم تحضره أصلا، ولم تقم باجتيازه. وأبرزت وثيقة نتائج الامتحان التي توصلت رسالة الأمة بنسخة منها، أن التلميذة التي تدعى "ق.م" قد حصلت على النقطة الصفر 0 في جميع المواد بحكم تغيبها عن اجتياز الامتحان الا مادة اللغة العربية فقد تم تنقيطها بالنقطة 18، وهو الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفسار حول جدوى برنامج مسار الذي تتبجح به حكومة بنكيران كإنجاز كبير في قطاع التربية والتعليم. وتجدر الاشارة الى أن نقطة المراقبة المستمرة في مادة اللغة العربية لهاته التلميذة لم تتجاوز نقطة 5 / 20 فكيف لها أن تحصل أصلا على 18/20 في امتحان لم تقم باجتيازه ولا الحضور اليه، في حين أن النقطة 18 من الصعب الحصول عليها في مادة اللغة العربية الا اذا كان التلميذ تلميذا استثنائيا في اجتهاده وتفوقه. ما وقع الآن يشكل فضيحة تزداد الى كم الفضائح التي بات يعيشها قطاع التعليم ببلدنا، حيث إن العشوائية أصبحت سيدة الموقف، والنفخ في النقط أو تقزيمها أحيانا أضحى سمة بارزة تؤرق بال التلاميذ وذويهم، رغم الوعود التي اطلقها ويطلقها القائمون على التعليم، عبر ما اصطلح عليه ببرنامج مسار، غير أن واقع الحال يبرز بما لا يدع مجالا للشك أن المردودية التعليمية في تدن جد مستمر بسبب سياسات لا تلبي فعلا الحاجيات الحقيقية للتلميذ ولا تساير الاحتياجات الحقيقية للبلد ، بل تتسم بالعشوائية والارتجالية واللامبالاة، وهذا يحز في نفوسنا وفي نفوس فئة عريضة من الاسر التي اضطر إلى تنقيل ابنائها الى القطاع الخاص ، نظرا للفشل الذريع الذي بات يحصده القطاع العام في اهمال واضح وكبير من طرف المسؤولين على التعليم العمومي.