فاجعة كبرى تلك التي عاشتها منطقتي إيمولاس وتافراوتن بإقليمتارودانت، عشية الثلاثاء الماضي، مخلفة قتلى ومفقودين وخسائر مادية فادحة، إثر عاصفة رعدية خطيرة مصحوبة بأمطار غزيرة وقوية ضربت المنطقتين وجعلتهما تعيشان في عزلة تامة، بعد أن هدمت الأمطار الغزيرة ومعها السيول الجارفة مجموعة من المنازل والمداشر المبنية بالألواح والطين، حسب مصادر مقربة من المكلفين بالإنقاذ، حيث تم انتشال جثتهم ومنهم شاب معاق كان يبلغ قيد حياته 30 سنة ينحدر من دوار اغلل بجماعة تافراوتن، كما عثر على أحد الضحايا حيا بمنطقة تماروت بعد أن قضى ليلة بكاملها وسط الأوحال التي جرفته، حيث نقل إلى المستشفى الإقليمي المختار السوسي بتارودانت لتلقي العلاجات الضرورية. كما انتشلت فرق الإنقاذ، حسب مصادر مقربة، نصف جثة شخص من بين المحسوبين في عداد الوفيات، وما تزال فرق الإنقاذ في بحث مستمر عن مجموعة من المفقودين المحتملين بالعديد من الدواوير القريبة والمجاورة لمنطقة إيمولاس. كما تسبب الإعصار، الذي أدخل الرعب والفزع في نفوس السكان، في انقطاع الطرق والكهرباء عن المنطقة لتظل معزولة عن العالم الخارجي، ورغم جهود رجال الإنقاذ إلا أنهم وجدوا صعوبة كبيرة في هذه المهمة بسبب وعورة المسالك وتدمير غالبيتها من جراء سيول المياه الجارفة. وحسب مصادر مقربة، فإن مجموعة من الدواوير التابعة إداريا لجماعة إيمولاس وعددها 17 دوارا ما تزال محاصرة ومعزولة رغم ما يبذل من مجهودات من أجل إعادة الحياة إلى هذه الدواوير وساكنتها وربطها بالمسالك الطرقية، حيث ترابط الجرافات والآلات بالمنطقة وتعمل على إزاحة الأوحال والسيول عن المسالك الطرقية المتضررة. كما تضررت مجموعة من المنشآت المائية بالإقليم إضافة إلى تشريد مجموعة من العائلات والأسر التي وجدت في وضع لا تحسد عليها رغم بعض الإعانات المادية التي قدمتها المصالح الإقليميةبتارودانت، حتى أن غالبية المتضررين الذين وجدوا بدون مأوى اضطروا للمبيت بمسجد الدوار الذي لم تصله السيول الجارفة التي جرفت معها مجموعة من رؤوس الماشية وخلايا النحل ومجموعة من المساكن والمداشر والسيارات الخاصة. وحسب ساكنة المنطقة، فإن عاصفة الثلاثاء الماضي تبقى الأعنف ولم يشهد لها مثيل منذ 20 سنة. وقد قام عامل إقليمتارودانت، صبيحة أول أمس الأربعاء بزيارة للمناطق المتضررة، حيث وقف على حجم الخسائر المادية والبشرية المسجلة، وأعطى تعليماته من أجل تكثيف الجهود لانتشال جثث الضحايا، وإعادة فتح المسالك الطرقية للساكنة المحلية المتضررة، التي ظلت غالبيتها بدون مأوى، بعد أن جرفت السيول كل ممتلكاتها حتى من الأبنية.