مُني المنتخب الجزائري لكرة القدم الأحد، بهزيمة مرّة أمام نظيره السلوفيني ( 0 – 1 ) بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي، وذلك خلال أولى لقاءات الخضر في كأس العالم لكرة القدم المتواصلة في جنوب إفريقيا. وكان اللقاء متكافئا في أغلب أطواره، وشهد توازنا مع أفضلية للمنتخب الجزائري الذي أهدر عددا غير قليل من الفرص ، وظهر واضحا افتقاد الخضر إلى مهاجمين محنّكين يحسنون تحويل توزيعات بلحاج وتمريرات زياني إلى أهدف. وكانت اللحظة التي غيرت مجرى اللقاء طرد غزال في الدقيقة ال73، ثم تضييع زياني لهدف محقق أربع دقائق من بعد، ليفاجئ متوسط الميدان السلوفيني الجميع بإمضائه هدفا كان يمكن لشاوشي صده لو كانت قراءته للكرة جيدة. وقدم المنتخب الجزائري عرضا جيدا على مدار شوطي المباراة وكان الأفضل في العديد من فترات المباراة ولكنه تأثر بطرد لاعبه البديل عبد القادر غزال في الدقيقة 73 بعد 15 دقيقة من نزوله. وسجل روبرت كورين الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 79 بتسديدة ماكرة من خارج منطقة الجزاء خدعت حارس المرمى الجزائري فوزي شاوشي وتهادت داخل الشباك. وجاءت بداية المباراة هادئة للغاية حيث سيطر عليها الحذر الدفاعي فلم يشهد الربع ساعة الأول من المباراة أي فرص أو تسديدات على المرمى باستثناء الضربة الحرة التي سددها نذير بلحاج من خارج منطقة الجزاء في مواجهة المرمى وذلك في الدقيقة الثالثة وتصدى لها حارس المرمى السلوفيني سمير هاندانوفيتش بأطراف أصابعه. وانتعشت المباراة بعد ربع ساعة من البداية، وعرف اللقاء سيطرة قوية للفريق الجزائري حيث شكلت هجماتهم خطورة واضحة على مرمى الحارس السلوفيني سمير هاندانوفيتش، الذي تمكن من إبعاد هدف شبه محقق، من تسديدة قوية لنذير بلحاج، في الدقيقة الثانية على انطلاق المباراة. ونال ألكسندر رادوسافليتش أول بطاقة صفراء، أشهرها بوجهه الحكم الغواتيمالي كارلوس باتريس، في الدقيقة 35 من الشوط الأول. كما أهدر رفيق حليش فرصة أخرى في الدقيقة 36، عندما استقبل ركنية نفذها كريم زياني، حيث سدد الكرة قوية برأسه، مرت بجوار القائم، وسط محاولات خجولة من مهاجمي سلوفينيا لتهديد مرمى فوزي شاوشي. كما أهدر مطمور كرة أخرى في الدقيقة 40 حيث سدد الكرة من داخل منطقة الجزاء ولكنها ذهبت عاليا. وتصدى شاوشي لأخطر فرصة سلوفينية قبل نهاية الشوط اثر تسديدة قوية من فالتر بيرسا أخرجها شاوشي بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية لم تستغل لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. وشهدت الدقيقة 42 أخطر فرصة للمنتخب السلوفيني، عندما سدد فالتر بيرسا كرة قوية، أبعدها شاوشي بصعوبة بالغة إلى ركنية. بدأ الشوط الثاني بنشاط ملحوظ من الفريقين ولكن دون جدوى حيث سيطر الحذر الدفاعي على الأداء. وأجرى المدرب ماتيز كيك المدير الفني للمنتخب السلوفيني تغييره الأول في الدقيقة 53 بنزول المهاجم زلاتان ليوبانكيتش بدلا من ديديتش لتنشيط الأداء الهجومي للفريق. وبالفعل، أصبح المنتخب السلوفيني هو الأكثر هجوما ولكن الدفاع الجزائري وحارسه شاوشي ظل صامدا. وسدد حسن يبده كرة من مسافة بعيدة في الدقيقة 56 أمسكها الحارس السلوفيني بثبات. وبعدها أجرى رابح سعدان المدير الفني الوطني للمنتخب الجزائري تغييرا في الدقيقة 58 بنزول عبد القادر غزال بدلا من رفيق جبور لتجديد الدماء وتنشيط الأداء. ونال غزال إنذارا بعد نزوله بدقيقة واحدة. وتلقى المنتخب الجزائري صفعة قوية في الدقيقة 73 من المباراة عندما أشهر الحكم الغواتيمالي كارلوس بادريس البطاقة الحمراء في وجه البديل غزال اثر حصوله على الإنذار الثاني لتعمد لمس الكرة باليد داخل منطقة جزاء سلوفينيا بعد 15 دقيقة من نزوله إلى أرض الملعب. ورغم الطرد، لم تتأثر معنويات المنتخب الجزائري وواصل البحث عن هدف التقدم. وسنحت الفرصة للفريق في الدقيقة 77 عندما أخطأ الحارس السلوفيني في تمرير الكرة إلى زميله غير المتيقظ فخطفها زياني وتقدم بها إلى داخل منطقة الجزاء ولكن الحارس صحح الخطأ وأمسك بالكرة من أمام زياني ليمنع هدف التقدم الجزائري. وجاء الرد السلوفيني قاسيا حيث باغت روبرت كورين أبرز لاعبي الفريق المنتخب الجزائري بتسديدة ماكرة من خارج منطقة الجزاء خدعت الحارس شاوشي وسكنت الشباك. ويتحمل شاوشي النصيب الأكبر من الخطأ في هذا الهدف بعدما أخطأ التعامل مع الكرة. وأجرى سعدان تغييرين بنزول رفيق صايفي وعدلان قديورة بدلا من كريم مطمور وفؤاد قادير في الدقيقتين 80 و82 على الترتيب كما لعب نيتش بيتشنيك وأندري كوماتش بدلا من بيرسا ورادوسافليفيتش في الدقيقتين 84 و87 على الترتيب. وشهدت الدقائق العشر الأخيرة من المباراة والدقائق الأربع التي احتسبها الحكم وقتا بدل ضائع هجوما مكثفا من المنتخب الجزائري ودفاع مستميتا من المنتخب السلوفيني ليحافظ على النتيجة وقد تحقق له ما أراد. وبذلك تصدر المنتخب السلوفيني المجموعة الثالثة برصيد ثلاث نقاط متفوقا على منتخبي إنكلترا والولايات المتحدة اللذين تعادلا 1-1 في المباراة الأولى في المجموعة السبت. وتذيل المنتخب الجزائري المجموعة بلا رصيد من النقاط. وكان الجزائريون يعقدون آمالا كبيرة على مباراة سلوفينيا لتدشين عودة ثعالب الصحراء إلى النهائيات بعد 24 عاما بفوز ثمين يعزز حظوظها في حجز إحدى البطاقتين المؤهلتين إلى الدور الثاني خصوصا بعد تعادل انكلترا والولايات المتحدة في المباراة الأولى للمجموعة. لكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفن الجزائريين الذين قدموا مباراة جيدة وجاروا السلوفينيين منذ البداية حتى الدقائق الأخيرة. ويعتبر الجزائريون أن طرد غزال مهاجم سيينا ومن ثم خطأ شاوشي، أحبطا معنويات اللاعبين بحيث وضع غزال وشاوشي منتخب بلادهما في مأزق حيث باتت مهمته في التأهل إلى الدور الثاني صعبة أن لم تكن مستحيلة لأنه يتعين عليه الفوز في مباراتيه المقبلتين على انكلترا والولايات المتحدة، ويقول محمد 27 سنة احد أنصار الخضر، أن الفريق الجزائري ضيع فوزا كان في متناوله، معتبراً أن العقم الهجومي لا يزال يلاحق كتيبة الشيخ سعدان الذي يبدو انه عجز عن إيجاد التوليفة المناسبة لإنعاش القطارة الأمامية للفريق الجزائري. من جانبه يقول مراد 32 سنة: "نشكر المنتخب الوطني الجزائري على لعبه الجميل ونحن معه إلى آخر رمق فائز أو خاسر ولكن يجب وضع النقاط على الحروف فغزال لم يزد المنتخب الوطني سوى ضعفا وعقما في الهجوم ولم يزدنا إلا خسارا وفوزي شاوشي حارس بارع ولكن قدم هدية على طبق من ذهب للمنتخب السلوفيني" وأضاف: "هكذا تعقدت مهمتنا أكثر فأكثر ولكن الحمد لله هناك البدائل مبولحي وبودبوز والمطلوب التركيز أكثر والمهمة الآن شبه مستحيلة، ولكن في كرة القدم لا يوجد مستحيل ونتمنى أن نرى مباريات جميلة في المستوى". وصب العديد من مناصري الخضر غضبهم من المدرب رابح سعدان الذي لم يعرف بحسبهم اختبار التشكيلية المناسبة وإصراره على إقحام غزال وصايفي البعيدين عن مستواهما، ولم يضيفا أي شيء للمنتحب الجزائري، ويقول احمد: " سعدان وصايفي وغزال اهديا النصر لسلوفينيا وما يحز في النفس أن كل الجماهير حذرت منهما منذ أكثر من سنة! لا يا سعدان لماذا ترى وحدك عكس العالم كلهم، فسبب الخسارة البدائية التغييرات، فلا صايفي ولا غزال الذي يمسك من القميص ويوقف الكرة بيده من يلعب في هذا المستوى، اتركا المكان لبودبوز و قديورة ومن فضلكما غادرا المنتخب" وبنبرة شديدة أضاف: "على سعدان أن يشاهد ما يشاهده العالم. كان بإمكان الجزائر الفوز بثلاثة أهداف على الأقل ولكنها انهزمت بتغييرات مدربه والأخطاء البدائية من لاعبين ليست لهم مكانة بين الفريق الجزائري". الجزائر