انطلقت أصواتهم مرتفعة، ولم تكسر ارتفاعها بترديد الشعارات، غير منبهات سيارات كانت تعبر صباح أمس الأربعاء شارع الزرقطوني، في امتداده باتجاه شارع المقاومة. إنهم أساتذة التعليم الابتدائي بنيابة أنفا، المنتمون للنقابة الوطنية للتعليم «فرع أنفا»، المنضوية تحت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وآباء وأولياء تلاميذ يدرسون بالمؤسسات الابتدائية بنيابة أنفا. لبوا نداء النقابة لتنفيذ وقفة احتجاجية ضد ما أسماه مصدر نقابي «سوء تطبيق» المذكرة الوزارية 122 الصادرة عن الوزارة والخاصة بتوزيع الحصص الدراسية. فعلى لافتيين وضعتا على البوابة الرئيسية لنيابة وزارة التربية الوطنية بأنفا كتبت عبارات: «الشغيلة التعليمية بأنفا ترفض أسلوب الأمر الواقع وتتمسك بحقها في توزيع تربوي يراعي مصلحة التلميذ والأستاذ»، و«أمهات وآباء التلاميذ يصرخون.. كفى من العبث بمصير أبنائنا وبناتنا». وأمامها وقف العشرات من أسرة التعليم الابتدائي مؤطرين بنقابتهم لإعلان رفض ما وصفوه ب «الأمر الواقع». فقد «اقترحت المذكرة 122 صيغا ثلاثا للحصص للاستئناس» حسب مصدر نقابي، غير أن أكاديمية البيضاء، ونيابة أنفا آثرت العمل بالصيغة الأولى للحصص. وهي الصيغة تفرض توقيتا ينطلق العمل فيه بحصص من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية عشرة إلا عشر دقائق. وحصة زوالية تنطلق من الثانية إلى الرابعة والنصف بعد الزوال طيلة أيام الأسبوع باستثناء بعض أنصاف الأيام كعطلة. صيغة يقول المحتجون الذين قرروا الإضراب عن العمل يومي الأربعاء والخميس، إنها «مرهقة جدا للتلميذ بالدرجة الأولى، والأستاذ معا»، لأن وقت راحة التلميذ والأستاذ يغيب فيها، لتنتفي حسب المحتجين «جودة المردودية» التي تبقى هدف العملية التعلمية. كما يرفض الأساتذة المحتجون نعتهم ب «الباحثين عن الراحة»، متشبثين بأن المذكرة الوزارية اقترحت صيغ الحصص ل «الاستئناس» و«ليس لفرض الأمر الواقع» من طرف النيابة والمفتشين، ليتم الاكتفاء بالعمل بالصيغة الأولى ضمن 29 مؤسسة تخضع لنيابة أنفا. وطالب المحتجون بالتراجع عن فرض هذه الصيغة، والتعامل بمرونة مع جدولة الحصص الزمنية، حفاظا على الراحة النفسية والبدنية للمتعلم والمعلم، على حد سواء، عندما ارتفعت الأصوات بشعار: “بغينا ولادنا يقراو ما شي غير ينجحوا”.