على إثر وفاة شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أسرة العلامة الكبير ، يعرب لها فيها جلالته باسمه وباسم الشعب المغربي عن أحر التعازي وأصدق المواساة في فقدان هذه الشخصية الإسلامية الفذة. وقال جلالة الملك إن الفقيد كرس حياته "لخدمة الإسلام والمسلمين ونشر تعاليمه السمحة، إعلاء لكلمة الله ونصرة لقضايا ديننا الحنيف"، مستحضرا جلالته "بكل تقدير، مناقب الفقيد الكبير، الذي كان من أجل علماء العالم الإسلامي وأغزرهم علماً، والذين كان لهم أكبر الفضل في نشر وإشعاع الثقافة والفكر الإسلامي، على مدى عقود من الزمن". وأضاف صاحب الجلالة أن شيخ الأزهر "عرف عنه أيضا، رحمه الله، مواقفه المتنورة، ودفاعه المستميت عن قضايا الأمة الإسلامية. كما يذكر له التاريخ دوره الكبير والمتميز، في خلق تواصل علمي بين مشايخ الشرق وفقهائه الكبار، وبين مشايخ وعلماء المملكة المغربية، خاصة من خلال محاضراته العلمية، التي كنا حريصين على إلقائها في حضرتنا، بمناسبة الدروس الحسنية الرمضانية. فأبان، رحمه الله، عن كفاءة علمية عالية، ودماثة خلق، ومحبة صادقة لبلده الثاني المغرب، مما جعل فقدانه خسارة كبرى للبلدين الشقيقين". وتضرع جلالة الملك إلى الله جلت قدرته بأن يتغمد الفقيد الكبير برحمته، ويعوض ذويه عنه والشعب المصري، والأمة الإسلامية قاطبة، جميل الصبر وحسن العزاء، ويثيبه أجزل الثواب عما أسدى لبلده ودينه وأمته، من نشر للثقافة الإسلامية، وتوعية وتربية للأجيال التي اهتدت بعلومه وفقهه، واستنارت باجتهاداته وفتاويه، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. في ما يلي نص برقية التعزية التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أسرة الفقيد العلامة محمد سيد طنطاوي ، شيخ الأزهر ، الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم الأربعاء : " أسرة العلامة الكبير المرحوم محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الس`لام عليك`م ورحم`ة الله تع`ال`ى وب`رك`ات`ه، وبعد ، فقد علمنا ببالغ الحزن وعميق الأسى، نبأ وفاة المشمول بعفو الله ورضاه، فضيلة الشيخ العلامة الجليل محمد سيد طنطاوي، شيخ الجامع الأزهر، تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه، وأسكنه فسيح جنانه. وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم إليكم وإلى كافة أفراد أسرتكم الكريمة، باسمنا وباسم الشعب المغربي، بأحر التعازي، وأصدق المواساة، في فقدان هذه الشخصية الإسلامية الفذة، التي كرست حياتها لخدمة الإسلام والمسلمين ونشر تعاليمه السمحة، إعلاء لكلمة الله ونصرة لقضايا ديننا الحنيف، سائلين الله تعالى أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء. وإننا لنستحضر بكل تقدير، مناقب الفقيد الكبير، الذي كان من أجل علماء العالم الإسلامي وأغزرهم علماً، والذين كان لهم أكبر الفضل في نشر وإشعاع الثقافة والفكر الإسلامي، على مدى عقود من الزمن. كما عرف عنه أيضا، رحمه الله، مواقفه المتنورة، ودفاعه المستميت عن قضايا الأمة الإسلامية. كما يذكر له التاريخ دوره الكبير والمتميز، في خلق تواصل علمي بين مشايخ الشرق وفقهائه الكبار، وبين مشايخ وعلماء المملكة المغربية، خاصة من خلال محاضراته العلمية القيمة، التي كنا حريصين على إلقائها في حضرتنا، بمناسبة الدروس الحسنية الرمضانية. فأبان، رحمه الله، عن كفاءة علمية عالية، ودماثة خلق. مما جعل فقدانه خسارة كبرى، ليس فقط لعائلتكم الموقرة، ولمصر الشقيقة، بل أيضا لبلده الثاني المغرب ولجلالتنا، معربين عن اعتزازنا بما كان يجمعنا وإياه من وشائج الإخاء الإسلامي، والمودة الصادقة، والحرص على أعمال البر والإحسان. وهو ما عهدناه فيه، عن كثب، من خلال تبوئه مكانة العضو الشرفي بالمجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي نتولى رئاستها، والإشراف على برامجها ومشاريعها الاجتماعية والإنسانية والتنموية. رحم الله الفقيد الكبير، وعوضكم عنه والشعب المصري، والأمة الإسلامية قاطبة، جميل الصبر وحسن العزاء، وأثابه أجزل الثواب عما أسدى لبلده ودينه وأمته، من نشر للثقافة الإسلامية، وتوعية وتربية للأجيال التي اهتدت بعلومه وفقهه، واستنارت باجتهاداته وفتاويه، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ". صدق الله العظيم".