قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بآسفي، خلال الأسبوع الماضي، بإدانة متهم بمحاولة القتل العمد، بعد إعادة تكييف التهمة من جناية إلى جنحة، والحكم عليه بسنة واحدة حبسا نافذا وتحميله الصائر في الأقصى.واعتبر دفاع المتهم، الذي أدلى لهيأة الحكم بتنازل المطالب بالحق المدني (شقيق المتهم)، أن متابعة موكله بجناية محاولة القتل العمد، غير ثابتة في هذه النازلة، على اعتبار أن إقدام موكله على سكب الماء الساخن على شقيقه لا يعتبر بأي حال محاولة للقتل العمد. وطالبت النيابة العامة، بعد بسطها لوقائع القضية بإنزال أقصى العقوبات بالمتهم، وفق فصول المتابعة. وبعد أن كان المتهم آخر من تكلم، وأفاد أنه لم تكن له إطلاقا نية إزهاق روحه شقيقه، انسحبت هيأة الحكم للمداولة قبل أن تعود لتنطق الحكم. ويستفاد من المحضر التمهيدي المنجز من طرف الدائرة الأمنية الرابعة للشرطة بآسفي، أنه بتاريخ 17 أكتوبر من السنة قبل الماضية، حوالي الساعة الخامسة صباحا، توقفت سيارة من نوع "أونو" أمام مصلحة الشرطة وبداخلها ثلاثة أشخاص أحدهم مصاب بحروق في عنقه وصدره وظهره وامرأة، وكذا الجاني الذي تم الاحتفاظ به بالمصلحة، فيما تم نقل الضحية إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بالمدينة ذاتها. وتم الاستماع إلى الضحية "ع.ح" تمهيديا، فصرح بأنه نتيجة خلافات مع أخيه المتهم، أصبح يتلقى التهديد بالقتل من قبله، وأنه بتاريخ الواقعة وعند مقربة من أذان الفجر، كان نائما بالفراش ليفاجأ بالمتهم يسكب عليه الماء الساخن وأصابه بحروق من الدرجة الثانية في عنقه وصدره وظهره، ولما نهض قام بإخراج سكين وحاول ضربه بواسطته، لكنه تمكن من صده والمسك بيده، حينها استنجدت والدته بجارهم الذي ساعده في ضبط وشل حركة المتهم وسياقته إلى مصلحة الشرطة. وعند الاستماع إلى والدة المتهم، أكدت التصريحات نفسها، التي أدلى بها الضحية، كما أكد الشاهد "ح.ب"، أنه بينما كان نائما، سمع طرقات قوية على الباب واستنجاد والدة الضحية، التي أخبرته بالواقعة، حينها انتقل رفقتها إلى منزلها، ووجد المتهم في حالة هستيرية وبيده سكين، بينما الضحية مصاب بحروق، تبين أنها نتجت عن سكب الجاني الماء الساخن على شقيقه. وعند الاستماع إلى المتهم تمهيديا، أفاد أنه نتيجة مشاكل عائلية مع أخيه الضحية، أصبح يحقد عليه، وهكذا بتاريخ الواقعة حوالي الساعة الرابعة صباحا، قام بغلي الماء في إناء، واستغل نوم شقيقه، وقام بسكبه عليه، وأصابه بحروق، كما حاول ضربه بسكين، لكن تدخل هذا الأخير رفقة جارهم، حال دون ذلك، إذ شلا حركته ونزعا السكين من يده، وساقاه لمصلحة الشرطة. وبعد انتهاء مسطرة البحث التمهيدي، أحيل المتهم في حالة اعتقال على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بآسفي، والذي التمس إحالته على الغرفة الأولى للتحقيق معه في شأن المنسوب إليه، إذ تم الاستماع إلى والدة المتهم من قبل قاضي التحقيق، بعد أدائها لليمين القانونية، فصرحت أن كلا من المتهم والضحية هما ابناها، وأنها كانت مستغرقة في نومها إلى أن أخذت تسمع صراخ ابنها الضحية، ولما لحقت به، وجدت أنه المتهم أخاه، سكب عليه الماء الساخن، وقد أغمي عليها من هول ما شاهدت. ووقع الاستماع إلى الشاهد، فصرح أن المعنيين هم من جيرانه، وأنه حوالي الرابعة صباحا جاءت والدة الضحية تطرق عليه الباب، طالبة النجدة، ولما التحق بمنزل أسرة الضحية، وجد المتهم في مشاداة مع أخيه الضحية، وهو يمسك بسكين تمكن الشاهد من نزعها منه، كما عاين على الضحية حروقا في العنق والصدر..وتعذر خلال إجراء مسطرة التحقيق، وفق إفادة مصدر مطلع، الاستماع إلى الضحية، الذي تخلف رغم سابق الإشعار. وتم استنطاق المتهم ابتدائيا وتفصيليا، فأجاب بالإنكار عن محاولة القتل، مشيرا إلى أن الماء الساخن لا يقتل، خصوصا وأنه لم يسكبه على وجهه، معترفا في الآن ذاته، أنه قام بتسخين الماء إلى حد الغليان، ووضعه في سطل وتوجه صوب أخيه، الذي كان غارقا في النوم، وسكب عليه ذلك الماء الساخن، ليستيقظ على إثره الضحية وهو يصرخ بأعلى صوته.وبخصوص حمل السكين، أفاد المتهم أنه كانت فعلا بخوزته، وكان ينوي الدفاع بها عن نفسه في حال رد فعل الضحية.وبعد انتهاء التحقيق التفصيلي، أصدر قاضي التحقيق بإحالة المتهم على غرفة الجنايات لمحاكمته من أجل المنسوب إليه.