رفض الحزب الإسلامي المحافظ الحاكم في تركيا دعوات ناشطاته وامتنع عن دعم المرشحات المحجبات إلى الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو. وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان "لا يجب أبدا أن يكون الحجاب موضع مساومة للدخول إلى البرلمان"، وذلك ردا على مبادرة قامت بها مثقفات طلبن دعم المرشحات المحجبات في الانتخابات التشريعية. وأطلق عدد من المحجبات من صحافيات وروائيات وجامعيات حملة "لا مرشحات محجبات، لا أصوات"، تنديدا بالتمييز الذي يطالهن، على حد قولهن. وترتدي زوجة اردوغان وبناته الحجاب، وينتقد حزبه "العدالة والتنمية" المنبثق من التيار الإسلامي، منذ توليه السلطة سنة 2002، القوانين التي تحظر الحجاب في الأماكن العامة في تركيا، البلد المسلم ولكن العلماني. لكن الأوساط العلمانية، بما فيها الجيش، ترى في الحجاب مؤشر تشكيك في القيم الجمهورية. ورغم أن الجمعية الوطنية لا تحظر الحجاب صراحة، فإن مناهضيه يؤكدون أنه لا يمكن ارتداء هذا الرمز الواضح على الانتماء إلى الإسلام، تحت قبة البرلمان. ويخشى اردوغان وبعض المثقفين المحافظين من استغلال هذه المسألة الحساسة بطريقة تؤدي إلى ملاحقة حزب العدالة والتنمية مجددا أمام القضاء. وقد أفلت الحزب سنة 2008 من عقوبة بتهمة "نشاطات مناهضة للعلمانية" عندما حاول إفساح المجال أمام المحجبات لدخول الجامعات. ومن حينها تم تخفيف الحظر، لكن الحجاب يبقى ممنوعا في الوظائف العمومية والمدارس. ومن الأسباب التي أدت في 2001 إلى حظر حزب الفضيلة الإسلامي الذي انبثق عنه حزب العدالة والتنمية، كان إصرار النائبة مروة قاوقجي على أداء اليمين الدستورية في 1999 وهي ترتدي الحجاب، فطردت من البرلمان وأسقطت عنها جنسيتها لاحقا. ولم يسجل حزب العدالة والتنمية سوى امرأة واحدة محجبة على لوائحه للانتخابات التشريعية المقررة في 12 يونيو هي غولدرين غولتكين لكنها لا تملك فرصا كبيرة للفوز لأنها في أسفل اللائحة. واعتبرت المثقفات المحبطات أن موقف اردوغان هو مناورة انتخابية لاستدراج أصوات ناخبين غير محافظين. وأضافت المثقفات أن "راحة حزب العدالة والتنمية ليست أفضل من حقوقنا ولن نترك الدفاع عن حقوقنا رهن أجندة حزب العدالة والتنمية". ويرى المحلل السياسي ترخان اردم أن الحجاب يشكل خطرا على حزب العدالة والتنمية الذي يتطلع إلى الفوز بولاية ثالثة، مؤكدا أن الحزب "لا يريد أن يثير نقاشا حول ذلك الموضوع". وتفيد الاستطلاعات أن نصف التركيات يغطين رؤوسهن إما بالمنديل التقليدي أو بالحجاب الإسلامي. واعتبر بولنت ارينج المسؤول في الحزب أن زمن النائبات المحجبات لم يحن بعد. وقال "لا علاقة للحجاب بالعلمانية أو النظام لكن لدينا مخاوف تقليدية وشبهات"، مضيفا "اعتقد أنه يجب علينا مزيدا من الانتظار". ولم تتجرأ الأحزاب الأخرى على ترشيح محجبات.