ولد يوبا كجي في 28 أبريل سنة 2004. منذ أن فتح هذا الطفل عينيه الصغيرتين على هذه الدنيا ووالده يصارع طواحين هواء السلطات المغربية ليدخله سجلات الحالة المدنية للمملكة. حاول والد يوبا الصغير مع القنصلية المغربية في باريس، غداة ولادة ابنه، ولعشرات المرات فيما بعد.. لكن الجواب كان دائما: "لا.. يوبا ليس اسما مغربيا ولا عربيا"، ولهذا السبب فالطفل، الذي يبلغ من العمر اليوم سبع سنوات، محروم من مغربيته ومن وطنيته لأن اسمه "يوبا". لكن رغم ذلك استمر الوالد في المحاولة رفقة أم الصغير اليابانية لكن دون جدوى، لتقرر العائلة الرحيل للاستقرار في اليابان سنة 2005، ولينسى الجميع الأمر بعض الوقت. حاول الوالد مجددا إدخال اسم ابنه في سجلات الحالة المدنية بالدار البيضاء، لكن دون جدوى. "ذهبت مرات عديدة للقاء المسؤولين في إحدى مقاطعات حي المعاريف القريبة من محل إقامتي، لكنهم كانوا دائما يرفضون، وفي المرة الأخيرة التي ذهبت فيها للقائهم قاموا بإهانتي وسبوني " حسب ما صرح به والد الطفل يوبا لموقع "لكم" (النسخة الفرنسية). للإشارة فقد سبق للمنظمة الحقوقية الدولية "هيومان رايتس واتش" أن طالبت، في رسالة وجهتها إلى وزارة الداخلية المغربية، ب"أن يكف المغرب عن التدخل في حق مواطنيه في إعطاء أسماء أمازيغية لأبنائهم"، وذكرت "هيومان رايتس واتش" أن العديد من المغاربة المقيمين بمدن وقرى المملكة وفي خارج الوطن، والذين اختاروا أسماء أمازيغية لمواليدهم، ووجهوا برفض مكاتب الحالة المدنية المحلية تسجيل تلك الأسماء. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: "لقد اتخذ المغرب خطوات للاعتراف بالحقوق الثقافية الأمازيغية"، مضيفة: "وهو يحتاج الآن إلى توسيع نطاق هذا الاعتراف ليشمل حق الوالدين في اختيار اسم طفلهما".