منع رجال أمن يتولون حراس الداعية الشهير يوسف القرضاوي، الذي أم صلاة الجمعة في ميدان التحرير، المدون المصري الشهير وائل غنيم، الذي كان من أكبر منظمي حركة الاحتجاج الشعبي التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، الجمعة من اعتلاء المنصة في ميدان التحرير، نقلا عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال شاهد عيان، وهو أحد المصورين، إنه عندما حاول غنيم اعتلاء المنصة لإلقاء كلمة في هذا الميدان، الذي احتشد فيه اليوم الملايين للاحتفال بسقوط مبارك وتكريم القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات الأسابيع الماضية، وأيضا للتأكيد على مطالبهم التي لم تتحقق بعد، حال عدد من رجال الأمن يبدو أنهم يحرصون القرضاوي دون وصول غنيم إلى المنصة، فما كان منه إلا أن غادر الميدان وقد غطى وجهه بالعلم المصري. وقد دعا القرضاوي، المقيم في قطر والحاصل على جنسيتها، في خطبة الجمعة الحكام العرب إلى الاستماع لشعوبهم والتحاور معها. وأشاد القرضاوي اليوم بالنصر الذي حققه شباب مصر في "ثورة 25 يناير"، مؤكداً أن هذا النصر ليس قاصراً فقط على مسلمي مصر، وإنما هو أيضا للمسيحين الذين كانوا خير عون لإخوانهم المسلمين، حيث قاموا بحماية ظهورهم عند أداء الصلوات وأكد القرضاوي في أول صلاة جامعة يؤمها في مصر، منذ نحو 30 سنة، أن مصر قدمت الشهداء دفاعاً عن المسيحية في العصر الروماني وقدمتهم أيضا دفاعا عن الإسلام في الغزوات الصليبية، وصولا لشهداء "ميدان التحرير" دفاعا عن الحرية واليمقراطية. كما طلب القرضاوي من الشعب المصري بأكمله؛ مسلميه ومسيحييه أن يسجدوا شكرا لله على هذا النصر العظيم، قائلا إن السجود منصوص عليه في كل الأديان، نابذا بذلك كل معاني الطائفية. كما عظم القرضاوي، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها وسط نحو 3 ملايين مصري بميدان التحرير، من دور الجيش المصري الذي أثبت دعمه للشعب وكان عند ثقتهم، طالبا منه أن يحرر مصر من الحكومة التي تدير البلاد حاليا، وهي تتألف من وجوه اختارها مبارك قبل تنحيه، واستبدالها بحكومة مدنية، كما دعا القرضاوي الجيش للإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، وفتح معبر رفح بالكامل لقطاع غزة. كما دعا القرضاوي الشباب للحفاظ على ثورتهم من المتسلقين والمنافقين، بعد أن صلى بهم الظهر والعصر جمع تقديم، وصلاة الغائب على أرواح الشهداء طوال عصر مبارك، وأفتى القرضاوي بجواز الصلاة أمامه والسجود على ظهور المصلين قائلا إن الزحام في الصلاة رحمة. ونقل التليفزيون المصري والفضائية الأولى الرسميتان الصلاة وإمامة القرضاوي. وعقب انتهاء الصلاة انطلقت المسيرة المليونية وردد المتظاهرون عبارات "الشعب يريد تطهير البلاد" و " حسني خرج من القصر ليه أعوانه بيحكموا مصر" مطالبين باجتثاث نظام مبارك وإسقاط جميع رموزه بالكامل. وعاد القرضاوي إلى مصر بعد 30 عاماً منع خلالها من الإمامة وخطبة الجمعة والعيد في . وكانت آخر خطبة لصلاة جامعة ألقاها الشيخ، المقيم حاليا في قطر ويحمل جنسيتها، قبل اعتقالات سبتمبر/أيلول 1981، هي خطبة عيد الأضحى في ميدان عابدين بالقرب من القصر الرئاسي.