لحظات مؤثرة تلك التي عايشها مواطنون من جماعة تيمولاي بإقليم كلميم وهم ينتشلون جثت ضحايا فاجعة بويزكارن، بعد غرق 17 شخصا بواد « تيمسورت » الواقع على بعد ستة كيلومترات من مدينة بويزكارن والذي جرفت مياهه الهادرة ليلة أول أمس الضحايا. وعاين المواطنون مشاهد الجثث وهي عالقة بين الصخور والأشجار المتواجدة على ضفتي الوادي، وخرجوا بإمكانياتهم البسيطة ليحلوا مكان عناصر السلطات والوقاية المدنية التي انسحبت مبكرا من عمليات البحث عن المفقودين بعد يأس عناصرها من إيجاد أي من المفقودين. بعد تمكن المتطوعين من انتشال 9 من الجثامين التي عثروا عليها تباعا، وذلك على مجرى النهر موزعة بين الجماعات الثلاث تيمولاي وتكانت وبيزاكارن، وفي الوقت الذي كانوا ينتظرون تدخل السلطات المختلفة لتسخير الوسائل اللوجيستيكية والبشرية، اضطر المفعلون للعملية للاستعانة بأغطية مستقدمة من المنازل حتى يغطوا الجثامين الموضوعة غير بعيد من الوادي. واستعان السكان، ومعهم أفراد الوقاية المدنية الذين حلّوا بعد ذلك بعين المكان، بشاحنة مخصصة في الأصل لنقل الأزبال وتابعة للمجلس الجماعي، في نقل ثلاث جثت تسلموها من الساكنة، وأثار هذا الاستعمال لسيارة نقل النفايات موجة من الغضب والاستياء لاعتبار ذلك هدرا لكرامة الموتى وإهانة لحرمتهم. كما عاينت هسبريس عملية البحث والإنقاذ التي باشرتها ساكنة تكَانت وتيمولاي وبيزاكارن منذ فجر يوم أمس الأحد لتتوقف في حدود السابعة مساء بحلول الظلام، وبعد يوم طويل مضني، تفرغت بعدها ساكنة تيمولاي وذوي الضحايا بعد عشاء نفس الليلة لدفن جثت ثمانية من الضحايا، هم طفلة وسبع نساء، فيما نقل جثمان سائق السيارة التي كان الجميع يستقلها إلى موطنه بجماعة اثنين أيت الرخاء حيث ووري الثرى هو الآخر. بقلم : محمد بوطعام من بويزكارن – هيسبريس