مرت سنوات على الإصلاح الذي مس الجامعة المغربية.. هذه الفترة الزمنية تسمح اليوم لجميع الفاعلين و المتدخلين في الحقل الجامعي بتقييم مرتكزات و مداخل هذا الإصلاح.. و الوقوف على الجوانب المضيئة فيه ، كما الاختلالات و نقاط الضعف فيه . أي إصلاح يستهدف سياسة ما أو قطاعا معينا .. لابد و أن تحكمه رؤية استراتيجية واعية و خارطة طريق توضح مسارات هذا الإصلاح و تسهل أجرأته و تنزيله . السؤال الذي يتبادر إلى ذهن أي متتبع.. هل حقق هذا الإصلاح الجامعي المطلوب منه و نحن نقترب من إطفاء شمعته السابعة و إشعال الثامنة ..؟؟ .. هل توفرت له الإمكانيات المادية و البشرية الداعمة له..؟ .. و هل تحولت معه الجامعة إلى قاطرة دفع فكرية و ثقافية و مشتل حقيقي لصناعة النخب و تهييء الأجيال التي تحتاجها السياسات العمومية للبلاد ..؟.. هل أعطتنا نفس هذه الجامعة .. كما في سنوات السبعينات و الثمانينات الأطر و الكوادر و العقول التي تحتاجها أية أمة في نهضتها و تقوية مسارها الديمقراطي و عمقها الاجتماعي ..؟.. يبدو من خلال الاقتراب من أبنية الكليات و الجامعات في مغربنا والاطلاع عما يجري وسط الرئاسات و العمادات و الشعب و المسالك والفروع النقابية .. أن هذا الإصلاح تخترقه مناطق رمادية و عانى نوعا من «الإسهال البيداغوجي و الإداري» فرمل الآليات و كبل الإرادات . هل يكفي اليوم ضخ الملايير من البرنامج الاستعجالي لسد ثقوب الإصلاح التي ظهرت من خلال الممارسة .. هل صاحبت تلك الميزانيات الضخمة التي وضعت رهن إشارة التعليم العالي في نفس هذا الاستعجالي استراتيجيات مواكبة و مدعمة له.. ؟ .. هذه التساؤلات و غيرها قررنا وضعها على المحك الإعلامي و استدعينا لذلك كتابات أساتذة باحثين عاشوا و يعيشون وسط هذا الإصلاح، .. طلبنا رأي النقابة الوطنية للتعليم و تصوراتها في نفس الموضوع.. و كان كل هذا تجميعا لملف متكامل حول الإصلاح الجامعي نقدمه في جريدة الاتحاد الاشتراكي حضورا و إسهاما وإغناء للنقاش العمومي حول سؤال الجامعة بالمغرب ..