مع بداية الموسم الدارسي 2010/2011 دعا احمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي، الى بناء تعاقد جديد بين المجتمع والمؤسسات التعليمية. عن أي تعاقد يتحدث ؟ أليس التعاقد عادة يكون مبني على ثقة متبادلة بين الأطراف المتعاقدة ؟ أليست الوزارة كطرف في هذا التعاقد افقدت ثقة اساتذتها فيها واقصد على وجه الخصوص الاساتذة حاملي الشواهد العليا لفوجي 2008/2009 المعنيين بتغيير الاطار الى اساتذة التعليم الثانوي التاهيلي من الدرجة الاولى من خلال وعود هذه الوزارة الكاذبة؟ واذكّر هنا بان الوزارة المعنية كذبت في وعودها ولم تلتزم بمسؤوليتها عندما أكدت على الحل النهائي لملف اساتذة حاملي الشواهد العليا فوجي 2008/2009 المعنيين بتغيير الاطار الى اساتذة التعليم الثانوي التاهيلي من الدرجة الاولى بتحديدها كذبا أن متم شهر يوليوز هو الحد الاقصى لتسوية جميع ملفات المعنيين بالامر إداريا وماديا وذلكم في يوم 06 ابريل 2010 حينما انعقد اجتماع بالرباط بين مدير مديرية الموارد البشرية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الاطر وبين أعضاء المكاتب الوطنية للمركزيات النقابية الأربع الأكثر تمثيلية والمتبنية للملف المطلبي المشروع للاساتذة حاملي الشواهد العليا فوجي 2008/2009 كما حضر هذا الاجتماع أعضاء عن الكتابة الوطنية للمنسقية الوطنية لاساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الاعدادي حاملي الشواهد العليا. وها نحن اليوم نشرف على نهاية شهر شتنبر ولا جديد في الوضوع يذكر، ولا تغيير للاطار ولا هم يحزنون. ان اساتذة فوجي 2008/2009 حاملي الشواهد العليا المعنيين بتغيير الاطار الى اساتذة التعليم الثانوي التاهيلي من الدرجة الاولى وعددهم حوالي 800 استاذ واستاذة من مختلف جهات المغرب، مستاؤون جدا من الوعود الكاذبة للوزارة الوصية، فهم اولا مستاؤون من تمرير اللائحة ” العنصرية” المقدّر عدد مستفيديها 352 استاذ واستاذة الذين تمت تسوية وضعيتهم في نفس الملف فوجي 2008/2009 وظل حوالي 800 استاذ واستاذة لم يتم بعد تسوية وضعيتهم الادارية والمالية وهذا ظلم كبير، وثانيا، مستاؤون من كيفية تعامل الوزارة بشكل مرن مع نفس الحالة من فوج 2010 اذ عملت الوزارة على تسوية ملف فوج 2010 ، بحلّ ملفهم عن طريق اقتراحها لاجتيازهم لمباراة شكلية حسب الوزارة المعنية يوم 26 شتنبر 2010 بامتحانين كتابي ثم شفوي ، وبالفعل تم اجتياز المباراة الشكلية و تم الاعلان اخيرا عن النتائج النهائية بنجاح 291 فقط ، معنى ذلك ان المباراة لم تكن شكلية كما وعدت الوزارة المعنية لانها اقصت بعض المجتازين للمباراة من النجاح ويتراوح عددهم حوالي عشرين . وعليه، يكون فوج 2010 قد تمت تسوية وضعيتهم قبل ملف فوجي 2008/2009 و كيفما حاولت تأويل هذه المباراة فإنها بالنسبة لفوجي 2008 و2009 تعد تكريسا لأحاسيس جد سيئة، فكيف تطمئن نفسك وترضى و المسؤولون يتخطونك بهذه المباراة، فمن الأولى موضوعيا وبكل شفافية وعدل بالتسوية لتغيير الاطار فوج 2010 أو 2008 و2009 ؟ ان وزارة التربية الوطنية عوض ان تكون مشجّعة للمجتهدين من الاساتذة المثابرين على مواصلة مسيرة البحث العلمي والارتقاء الى مستوى افضل ، بالعكس من ذلك فهي لم تكلّف نفسها ابداء اي تصريح أو بيان في الموضوع يطمئن فوجي 2008/2009 بحلّ نهائي لتسوية وضعيتهم، مما أحبط ويحبط من نشاط هذه الفئة المتضررة ومن التأثير السلبي على عطائهم التعليمي والتربوي . للاشارة فان هناك حوالي ثلث عدد المعنيين فقط وهم 352 هم فقط من تمت تسوية وضعيتهم في هذا الملف واستفادوا من قرار تغيير الإطار أما الثلثين وهو حوالي 800 استاذ واستاذة فوجي 2008/2009 فمازالوا ينتظرون التزام الوزارة الوصية بما وعدت به، ويعيشون حالة نفسية قلقة وجد متوترة، ويائسة ومتذمرة.. فكيف يمكن لرجل التعليم ان يبذل المزيد من العطاء التربوي والتعليمي ونفسيته متذمرة من جهة وفاقد ثقته في الوزارة التي يشتغل تحت وصايتها.؟ محسن الندوي - كاتب صحفي - المغرب