إلى الطلبة والتلاميذ الاعزاء: تمرون خلال هذه الأيام بحالة من اليقظة والحضور … وتشرق أمام أعينكم حالة من التنوير والصفاء … بدأتم تعرضون عن توافه الأمور وتهتمون بأولويات الدراسة ومراجعة الدروس … ولمحتم من أنفسكم طاقات دفينة طالما عَلَتْها مشاغل الاهتمامات العابرة و غطَّاها غبار الدّعة و الاستئناس بالصداقات والحوارات الافتراضية والهوايات الخاصة أدركتم الآن أن لكم كنوزا ذهبية … وقدرات ذهنية عالية … بعدما ركزتم على هدفكم وبدأتم في استبصار واستيعاب دروسكم … وانكشفت لكم أسرار القدرة على إدراك محتوياتها في أوجز الأوقات … فخذوا العبرة والقوانين من عملية اجتهادكم … واستمروا في الحفاظ على إشراقة أذهانكم وصفاء عقولكم بالتركيز على المذاكرة وتنظيم الاوقات و تحفيز ذواتكم بالاستمتاع و رسم الأهداف التى تودون إنجازها .. استعينوا خلال أيام المراجعة ب : -المحبة : أن تحبوا أنفسكم وذواتكم … أن تحبوا أهلكم وإخوانكم … أحبوا الخير كل الخير واستشعروا هذه المحبة في قلوبكم وانزعوا منها الضغائن والكراهية والثأر والعداوات مهما كانت المبررات … إن المحبة سر من أسرار تفجير الطاقات وإشراقة الذات -التسامح: اطلب السماحة من كل من أحسست أنك آذيته … واطلب السماحة من الجميع ولو لم تؤذيه فإنك ستكتسب بذلك طاقة هائلة أثناء المراجعة … جرب … سترى … الاستمتاع: راجع بحس الطفولة … استغرق في عملك باستمتاع … وانزع من نفسك احاسيس الخوف والضغط والصعوبة … استشعر حب عملك ومذاكرتك واستشعر الاستمتاع بالمراجعة … جرب هذا الاحساس الكوني الرائع .. أيها الأحبة من التلاميذ والطلبة يا أبناء وبنات وطني ..اعلموا : أن معظم الناس لا يتذكرون سوى لحظات التعاسة .. ومحطات الشماتة .. وعبارات الإساءة … ولو مضى عليها أمد بعيد فهي تظل راسخة … ويتجاهلون نجاحاتهم ومديح الناس لهم في اكثر من مناسبة… إن الخيار الوحيد هو ان يقرر الانسان ألا يكون تعيسا بعد اليوم بعد أن نال ما يكفيه من أسباب الحزن والألم والضياع … آن الأوان إذن لتعيش سعادتك منذ هذه اللحظة وأن تغير من رتابة حياتك … فلن تكون سعيدا يوما ما إذا (…) بل ستكون سعيدا اليوم والآن بما أنت عليه وما أنت فيه ، ثم تمضي في حياتك بحلوها ومرّها وأنت سعيد … وتتعهدها بالتخطيط والتنظيم والأمل والعمل وأنت مبتسم وسعيد … طاقات الإنسان جبّارة … فإما أن يهدرها في الصيحات والبكائيات … والسقوط في الهفوات … وإما أن يستثمرها في الإنجازات … وتحقيق المستحيلات … و كي تحقق فرادتك وتميزك ارسم بصمتك بعفويتك واختيارك ومسؤوليتك .. لا تراهن على محيطك كي يشفق عليك ويحيطك بالدعم والمساندة .. حدد اختياراتك ومنهجك وأهدافك وانطلق في عمليات الإنجاز بإمكاناتك وشخصيتك .. لا تحاول إرضاء جميع من حولك ولا تتهيب من كثرة أخطائك فهي عنوان عصاميتك وعنفوانك .. لا تكلف نفسك اصطناع حركة الأقران أو محاكاة صوت أي كان ، ولا تنخدع بتقليد شكل النجوم المزيفين، أو مذهب الأولين والآخرين ، لأنك لن تسطيع ذلك مهما فعلت ، فكل له شخصيته وخصوصيته ، ستكبل حينها تدفق الابداع من منبع عفويتك … ومهما يقال لك عنك آمن بذاتك .. فقد حاولوا سب الله وتطاولوا على إرادته وأقداره وطغوا واستغنوا عنه وطعنوا في الرسل وخيرة العلماء في مختلف العلوم والصنائع … هكذا الناس في معركة الحياة لا يجيدون إلا الإساءة والتطاول والكذب .. فالزم شخصيتك وذاتك لتحقق أهدافك وفرادتك … اعلم أنه لكي تكون ناجحا .. عليك مثلا أن تتخيل أنك بطل ومخرج وكاتب سيناريو فيلم نجاحك … تخيل أنك من سيرسم لوحة نجاحك .. تقدم فيها أجمل مشهد وتجتهد في ابتكار أعذب الألوان والأشكال مع حسن التناغم وجمالية التموج والأبعاد … وحتى تصل إلى نقطة النجاح تخيل أنك سائق سيارة تميز نجاحك .. تسير بها في الطرقات المعبدة والوعرة وأنت تحسن قيادتها وتجيد الانعراج في المنعرجات والتمهل في المسارات التي يستدعي فيها التريث .. والسرعة وقتما يقتضي الزيادة في السير .. وأن تتزود ببنزين الطموح من محطات الثقة والأمل والتحدي والانضباط الذاتي والتخطيط والعمل … إنك أيها الشاب الطموح وأيتها الشابة الطموحة ، إذا لم تحترق بالهم وتشرع في التخطيط وتنغمس في الكد والعمل فاعلم أنك تحفر لنفسك قبر الألم الدائم … تأكد دائما أن العناء والمشقة هي وسيلتك الوحيدة نحو التتويج والنجاح … يكفي أن تُطعّم مُقاساتك ومُكابدتك بالاستمتاع والإصرار والتحدي حتى تخرج من كهف المصاعب والمشقة وتصل إلى فسحة النجاح والتألق … واعلم يقينا أن البدايات المُحرقة لا بد لها من نهايات مشرقة … واجه الأشياء التي تخشاها وتهرب منها وأقدم على إنجاز أعمالك مهما حصل ، فاليوم ضمانة والغد احتمال خسارة . ودع عنك التسويف والانهزام ، فإذا استصعب عليك طول الوقت الذي ستمضيه للوصول فتأكد أن الوقت سيمضي حتما ، لكن اسأل نفسك ما ذا أنجزت فيه ؟ ! يقال أنه يمكنك أن تنجح إذا بحثت عن أسباب النجاح بالقوة ذاتها التي تبحث فيها عن الهواء أثناء غرقك، أو حينما تصاب بمرض الربو وانقطاع التنفس عنك .. صديقي الطالب (ة) والتلميذ (ة): لا تسهر .. لا تكثر من القهوة .. لا تبعثر الأوراق وأنت تراجع … ! لكن اعلم أن الكثير من المتميزين يفعلون ذلك ! لأن الحماس إذا اشتعل .. والهاجس إذا توقّد .. يجعل الجسم كله يتداعى بالسهر والجدّ والمثابرة حتى آخر رمق . النجاح يتحقق حينما تريد أن تنجز أسطورتك بطريقتك .. بحماسك … باشتعالك … وبتحدياتك … حينما تدرك بأنك : إما أن تكون أو لا تكون …! لا تنتظر وصفة جاهزة لتحفيزك .. فكلٌّ له شعلته الخاصة وكل له مداخل معينة تحفزه أكثر، عليه أن يخلقها لنفسه ، أن يبحث عنها .. أن يصطنعها .. وكلما استشعر حرارة الهم، وغزارة العمل والاشتغال، حينها يكون قد نجح في إيجاد أسبابه الخاصة في تحفيز نفسه … تلك الحوافز التي تصدر من أعماقنا هي التي تحركنا أكثر وتدفعنا للعمل … وأقوى حافز هو الذي تصنعه أنت وحدك .. لأنك تؤمن به … وتصدقه … وستعمل من أجل تحقيقه … إنها أسطورتك فابحث عنها في أعماقك …. من أسرار النجاح أيضا أن لا يكون الانسان متواكلا ومتراخيا .. كلما واجهته أدنى المصاعب خارت قواه وامتد الانهزام إلى كيانه وجوارحه … فكُن كالنار يلتهم كل العوائق فتصير رمادا … سيتحول احتراقك بالعمل والمثابرة إلى برد وسلام قريبا، لكن احترق بنارك أولا … فإن رائحة الكعك لا تفوح إلا بعد أن يخضع للهب الشديد … فلتتحول دماء شرايينك إلى طاقة مشتعلة توقد في نفسك وجوارحك الحافزية والطموح والعمل ..Top of Form أو كُن كالماء يتدفق بانسيابية … مهما اعترضته أو قاومته الأحجار والمتاريس، فهو يتسرب بين الفجوات الصغيرة ثم يحفر أخاديد عميقة ليتدفق بينها أو يسري في جوف الأرض فيسلك فيها فرشا مائية سائغة تسقي الجذوع وتتفجر عيونا ومنابع عذبة… كن كالماء حين يتدفق بقوة فهو يجرف الحجر والشجر …كن كالماء فهو نبع الحياة .. كن كالماء مهما تعرض لحر الشمس وتحول إلى بخار فهو يصير غماما ويتساقط مطرا ويحيي الأرض ومن عليها خيرا ورزقا ونماء … أثناء مذاكرتك للدروس قد يصيبك إرهاق أو ضغط أو تشويش ذهني وغياب التركيز … حينها توقف عن المذاكرة : اهدأ قليلا واسترح .. واعمل لحظات استرخاء : فكّر في " لاشيء" .. تنفس بعمق وأخرج التنفس في مدة أكبر من مدة الشهيق .. ودع جسمك في استرخاء كلي .. ولا تفكر في أي شيء، سوى في التنفس والبياض .. أنجز ذلك في استمتاع لمدة 3 إلى 5 دقائق . ثم عُد إلى جلسة المذاكرة وحافظ على صفائك الذهني .. قلّل من التفكير في أي شيء آخر سوى في دروسك وفي ثقتك العالية بالنجاح فقط .. قسم وقتك إلى وحدات زمنية : مثل 45 دقيقة تعقبها استراحة 15 دقيقة … تقضي فيها حاجاتك واغراضك وتستريح .. وهكذا .. شريطة أن تُحدد الهدف الذي ستحققه في كل فترة زمنية وتُدوّن هدفك على ورقة أمامك …ويجب عليك أن تتم إنجازه كاملا أو تنجز نسبة عالية منه … وخلال يوم الامتحان اهتم بالأسئلة البسيطة والسهلة بالنسبة لك … وأجب على الأسئلة التي تملك معرفة المطلوب منها وتتقن منهجية الإجابة عنها .. أما الأسئلة التي عجزت عنها فهي نوعان : – أسئلة تراودك المعلومات التي تتعلق بها ولكنك تعجز عن استدعائها واسترجاعها … ومن أسباب ذلك: عدم تطبيق المعلومات والمعطيات المطلوبة في تمارين عدة وتلخيصها بمجهودك الخاصعبر خطاطات ذهنية وألوان بهية وتكرار مراجعتها … إلى جانب التشويش الذهني لحظة الامتحان وضعف التنفس العميق وتغذية العقل بالاوكسيجين .. فحاول أن تقرأ السؤال من جديد بدقة، وفكك عناصره ومطالبه على المسودة مع استشعار ثقة عالية وقدرتك على الاجابة عنه … وفكر بهدوء وابدأ بزوبعة ذهنية تضع احتمالات عدة للإجابة ، فالعقل حينها سيشتغل في دائرة المعطيات المرتبطة بذلك الموضوع، وسيندفع لحظة إلى إعطائك خيطا ما من الذاكرة الباطنية ( كلمة مفتاحية / صورة ذهنية / اسم ظاهرة ….) سيلطقتها عقلك الواعي ، حينها سيسهل عليك وأنت في هذا الحضور والصفاء الذهني أن تسترسل في تتبع بقية عناصر الإجابة … – والنوع الثاني : هو نوع من الأسئلة لم يسبق لك أن اطلعت عليها ولم تنجز حولها تطبيقات لأنك قامرت أو تغيبت … حينهما إما أن تعتمد على معطيات واردة في الوثائق والمستندات الموجودة في الامتحان وترتكز على معارفك السابقة … أو تدع البياض ينوب عن الاجابة … لأن تلقيك إجابة من زميلك قد يكون سببا في الحصول على نقطة الصفر لتشابه الصياغة والأسلوب … أو يمكن أن يثبت في حقك تقرير غش وما يترتب عنه من متابعات تربوية وقانونية … اعمل بجد واستثمر وقتك كاملا قبل الامتحان واستشعر حماسك وحافزيتك للنجاح … ويوم الامتحان اهتم بصفائك الذهني واسترخائك ووعيك المنهجي وكن على يقين أنك ستنال أسطورة نجاحك بإمكاناتك وقدراتك العالية… جرعات الأمل والسبيل إلى النجاح العمل