خيرت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة حراس الأمن العاملين بالمؤسسات التعليمية التابعة لها بين الاستمرار في ممارسة عملهم بعدما تخلت عنهم شركتهم، مقابل منحهم مبلغ 800 درهم شهريا، أو الرحيل لمن لم يرقه المبلغ وترك مكانه للذين هم على استعداد لمباشرة هذا العمل بهذا الأجر، فما كان منهم إلا الخضوع لهذا الشرط المجحف، حسب شهادة أحد المعنيين بالقرار، خوفا من شبح البطالة. وإذا علمنا أن هؤلاء الحراس يشتغلون كل أيام الأسبوع بدون توقف، بمعدل 12 ساعة يوميا، يكون الأجر اليومي لهم دون مبلغ 27 درهما لليوم، بما يساوي حوالي درهمين وعشرين سنتيما للساعة الواحدة. وتعود جذور المشكل إلى أواخر شهر دجنبر من السنة المنصرمة، حين أخبرت شركة "حياة نيكوس" حراسها الذين كانت تشغلهم بأجر لا يتجاوز 1800 درهم للشهر استغناءها عن خدماتهم، وعدم تحملها أي مسؤولية قانونية أو مالية في حالة استمرارهم في مباشرة عملهم، بسبب انتهاء العقدة المبرمة مع الأكاديمية التي كانت تتولى بموجبها ملف الإشراف على حراسة المؤسسات التعليمية، لكن حراس الأمن لم يجدوا حلا غير مواصلة العمل خوفا من جحيم البطالة، وهو ما استغلته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لتعرض عليهم مبلغ 800 درهم كأجر شهري مؤقتا إلى حين تعاقدها مع شركة أخرى، أو تجديد العقد مع الشركة السابقة. وفي هذا السياق عبر حارس أمن، فضل عدم الكشف عن هويته، عن تذمره وزملائه من واقع يرزح بهم بين مطرقة التهديد بشبح البطالة، وسندان عمل مضن يتجاوز الحراسة إلى التكليف بعمليات النظافة، والإشراف على تنظيم التلاميذ ومراقبتهم داخل فضاءات المؤسسات التعليمية وساحاتها، وتمرير المذكرات الوزارية على المدرسين في حجراتهم الدراسية، إلى غير ذلك من الأعمال التي تجعل حارس الأمن، يتابع ذات المتحدث، منهكا متعبا طيلة النهار، ليفاجأ في نهاية الشهر بأجر هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع في ظل واقع لا يرحم، ومتطلبات عائلية متزايدة. أكاديمية دكالة عبدة تشغل حراس الأمن بأجر لا يتجاوز 800 درهم شهريا نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي