مراسلة من اغيل نمكون قرى منكوبة وساكنة محاصرة وبنية تستسلم لتنهار… اوزيغمت او الطريق نحو المجهول. ساهم انقطاع الاتصال الهاتفي لأزيد من ثلاثة ايام على التوالي على ساكنة اوزيغمت من ثلاثريغن الى تغزى وتيغانيمين، ازيد من سبعة الآف نسمة تعيش تحت رحمة غضب الطبيعة: زخات مطرية مصحوبة بثلوج لم يسبق ان عرفتها المنطقة منذ الستينات ، وعبر اتصال الجهة المحادية لايت بوكماز اكد لنا استاذ وفاعل جمعوي استمرار لمسلسل معاناة المناطق النائية من الفيضانات الأخيرة، حيث تعيش ساكنة دواوير اوزيغمت جماعة اغيل نمكون قيادة اهل مكون اقليم تنغير ، أوضاعاً إنسانية صعبة، وان اوزيغمت محاصرة من جميع الجهات ، مع نفاذ المؤونة وحطب التدفئة مع انهيار بعض البيوت جزئيا ليبقى الهلع سيد الموقف ، في وقت لم يعد فيه الوصول ممكناً إلى هذه الدواوير، إلا باستخدام طائرة الهيلوكبتر كما استعملت في ايصال صندوق انتخابات 2011. وحسب ما ذكره نفس المصدر من قرية تغرفت ، فإنه صار مستحيلاً الوصول إلى هذه القرية والاخرى المجاورة بالنقل البري أو حتى على الأقدام، خاصة وأن المسافة التي تفصلها عن مركز القيادة تصل إلى 50 كيلموتر: 20 كيلومتر منها كان يمرّ عبر طريق قطعتها السيول واعادت الاصلاحات الى مرحلة الصفر ، وان نسبة تراكم الثلوج بلغ 60سنتمتر عند فج تيزي نايت احمد و25 بالسفح ، وعن ثمن المواد الغذائية شهد ارتفاعاً مهولاً بسبب هذه السيول التي حاصرت المنطقة، بل إن بعض الدواوير، تيشكي وامين اركت وثلاثريغن، تعاني من ندرة المواد الغذائية حتى ولو أراد الساكنة شراءها بأضعاف أثمنتها. وتحدث عدد من الفاعلين الجمعويين في كل من قرى امسكارالفوقاني والتحتاني وتمكلونة وتغزى والقرى المجاورة عن إمكانية وقوع كارثة إنسانية إن عادت الأمطار بالكميات نفسها خلال نهاية الأسبوع، حيث تسود حالة من الخوف في أوساط الساكنة خاصة وأن البيوت الطينية المتبقية لا تتوفر لها القدرة على حماية الأسر من السيول الجارفة مع النفاذ النهائي للمواد الغذائية وخاصة الدقيق والسكر والشاي . اما عن الرحل فقد وقعوا في حيرة امرهم بين خطورة السيول على القطيع وبقائه بالأكواخ مع قلة الاعلاف . وقد صرّح بعض أبناء هذه المناطق أن عدم وقوع ضحايا في الارواح بين الساكنة بسبب هذه الفيضانات، هو ما أبعد اهتمام وسائل الإعلام عنها وتدخل الدولة والسلطات المحلية بعمالة تنغير، رغم أن المعاناة واضحة ما دام الكثير من المواطنين في هذه الدواوير المعزولة يعانون الجوع وسوء التغذية منذ خمسة أيام مما عمق الاحساس بالغبن وعدم الانتماء لهذا الوطن . اما على مستوى البنية التحتية فقد عرفت مجموعة من المسالك والطرق تدهورا منها ما اصبح غير صالح للاستعمال بصفة نهائية : نحو اوزيغمت – تيشكي مغران – تغزى – اكوتي – تمكلونة . اما عن الحقول والمزارع فقد جرفتها المياه وحسب تصريح مزارع :" تشبتنا بالارض رغم ضعف مردوديتها ، اليوم لم يتبق لنا الا الرحيل …" لتعرف بعض المؤسسات التعليمية اضرارا كما هو الشأن بالنسبة لوحدة ايت اخليفة التي انهار سورها كليا والانهيار الجزئي لسور مركزية بوتغرار ووحدة دوار بوتغرار وحجرات تذكرنا بالغربال، وعن المنازل الطينية فاغلبها وخاصة القديمة والهشة فقد تهدمت كليا وجزئيا ليغادرها اصحابه بحثا عن الامان بين احضان العائلات المتضامنة معهم وهم يتساءلون عن سبب حرمان سكان هذه الدواوير من المساعدات الاجتماعية التي تم توزيعها على الدواوير المنكوبة بامغران وتلوات؟. اغيل نمكون ميمون تافويت قرى منكوبة وساكنة محاصرة وبنية تستسلم لتنهار…