تطالعنا هذه الأيام منابر إعلامية وطنية مرئية كانت أو مسموعة أو مكتوبة بأخبار بعض من يفترض فيهم أنهم ممثلوا الأمة أغلبية ومعارضة تغوص بنا في غياهب الاشمئزاز لتفاهة هموم هؤلاء الذين يفترض أن تكون هموم الشعب همومهم لا هموم زوجاتهم ونزواتهم الشخصية. مناسبة هذا الكلام واقعتين مختلفتين، الأولى نائب بحزب بالمعارضة التي يفترض فيها نقل هموم المواطنين وتقييم وتقويم الأداء الحكومي، والثانية تعني حزبا بالأغلبية الحاكمة التي تتشدق بشعارات الإصلاح ومحاربة الفساد في غياب لأي تمثل لأي نموذج واقعي للإصلاح. نموذجنا الأول هو من حزب الاستقلال، حزب المعارضة في الحكومة المغربية، لنسوق هنا ذكر البرلماني عبدالله البقالي الذي سقط في فخ التهريج مع الوزير المهرج محمد الوفا حيث نقلوا صراعا شخصيا بمواضيع تافهة حول تسبب الوزير في انزعاج زوجة البقالي واقتناء الآخر لمنازل وفيلات إلى صدر الصفحات الأولى بالجرائد الوطنية. ماذا يعني المواطن تألم البقالي لانزعاج زوجته من تصريحات الوزير الوفا، ماذا يفيد الطفل البريء بخميس أيت عميرة أو غيرها أن له مشكلا شخصيا مع الوفا، ماذا يعني المواطن ربحه ل 100 مليون وشرائه منزلا مع العلم أن هناك من له مشكل مع 100 ريال لقوت يومه، وهذا ياحسرة حزب سياسي بالمعارضة ثمن كل نسخة من جريدة العلم لسان حال حزب الإستقلال 3 دراهم وهي ثمن وجبة خفيفة في قرية نائية (خبزة وبيضة وكأس شاي)، وجبة تسد رمق طفل محتاج إلى التضامن من أجل أن تبعث له صورة ما يفصل عين البقالي ومن معه عن حقيقة الوطن الذي يدعي البقالي وأمثاله أنهم نواب أمته. ونموذجنا الثاني هو حزب العدالة والتنمية، الحزب الي يقود الائتلاف الحكومي لنسوق هنا واقعة دفاع البرلماني محمد أدراق عن مزوري الذهب بإنزكان ومحاولته التدخل لمنع أن تأخذ العدالة مجراها في هذا الملف الذي يمس المواطنين في الدرجة الأولى. وكذا تنظيم ما سمي بقافلة المصباح التي ظاهرها زيارات ميدانية للمستشفيات والدواوير للاستماع للفقراء والمعوزين وباطنها شيء آخر يمتاح من معجم الاستغلال وحب الظهور. غير أننا نتساءل والسؤال هنا مشروع، ماذا قدمت هذه القافلة للمواطنين المعوزين في أرض الواقع؟ ليقل لنا هؤلاء البرلمانيون المدعون تمثيل الأمة والذين يتقاضون الملايين لصفتهم البرلمانية دون احتساب التعويضات والامتيازات الأخرى، كم من مريض أدو له ثمن الدواء والفحوصات؟ ماهي رؤيتهم الواقعية بمؤشرات وأرقام مدروسة لمحاربة الفقر ولإقصاء الاجتماعي؟ وماهي القيمة المضافة لهم لحل مشاكل المواطنين الذين لا تعنيهم زياراتهم في شيء، فالمواطن أصبح يؤمن بالملموس وما يمكن أن يذهب به كقوت لأولاده، أما الهدرة والشفوي والنظري فقد سئموا منه ليتأكد الجميع أن هؤلاء مجرد أنانيين مهووسين بالحسابات الإنتخابوية الضيقة وتضخم الأنا في ذواتهم دون أن يقدموا للوطن والمواطنين أية قيمة مضافة غير الوعود والتسويف والزيادة تلو الزيادة كما يقال في المثل الدارج "الزيادة فراس الحمق" وكفى الله المؤمنين شر القتال. من المضحكات المبكيات: نموذجان للإستهتار من نواب الأمة