محمد خطاب يقول جون ديوى \"بإمكان المدرسة أن تغير نظام المجتمع إلى حد معين، وهو عمل تعجز عنه سائر المؤسسات\". السؤال لماذا فشلنا فى الوصول لمدرسة متطورة رغم كم القيود المفروضة على العملية التعليمة وأكبر عملية تفتيش ورقابة لكل نفس داخل المدرسة من خلال لجان المتابعة والشئون القانونية والقيادات التنفيذية وما زالت المدرسة المصرية غارقة فى وحل التخلف والجمود رغم الإمكانيات البسيطة التى تحاول الدولة توفيرها لها . وكما قالت لورين إيزلى \"إن المعاهد الثقافية والمؤسسات التربوية هى العمود الفقرى الذى تقوم عليه حضارة بلد ما، وقد أقيمت المدرسة تلبية لحاجة لنا، علينا أن نستجيب لها ونلبيها بشكل دائم ومنظم، فلا ندع استجابتنا هذه للمصادفة أو أمر مشكوك فيه\". الوصول لمفهوم المؤسسة: تحديد مفهوم المؤسسة وترسيخه من خلال حوار مجتمعى يضم أعضاء هيئة التدريسى والطالب وأولياء الأمور والقيادات التنفيذية والمنشغلين بالشأن التعليمى ضرورى جدا لدعم مفهوم المؤسسة والتجاوب معها حتى لا تظل المدرسة فى نظر بعض أولياء الأمور مجرد مكان يضعون فيه أبناءهم فترة زمنية يستريحون فيها من شقاوتهم. المعلم : المعلمون المهرة وذوو الخبرات الطويلة هم الركيزة الأساسية للمدارس. ولذلك هناك حاجة ماسة إلى وجودهم باستمرار فى الخدمة لأنهم قادرون على تقديم المساعدة اللازمة لزملائهم عن طريق المساهمة بمعرفتهم وخبرتهم. والمشكلة هى أن الترقية بالنسبة للمعلمين تعنى عادة تخفيض مدة بقائهم فى الخدمة وهذا ضياع للموهبة بالنسبة للذين يملكون مهارات عالية فى التدريس، ولهذا السبب فإن تصنيف معلم ومعلم أول إلى معلم خبير تصنيف جيد للمعلمين الذين يمتازون بمهارات عالية لمكافآتهم على تحمل أعباء إضافية للمساهمة فى تحسين نوعية التدريس فى مدارسهم. أيضا أن تهتم الوزارة بتوفير أماكن تجمع آدمية للمعلمين وأثاث جيد وأجهزة حاسب ودليل المعلم وكل ما يلزم لأداء المهمة بشكل سلس ومقبول دور ولى الأمر : على ولى الأمر أن يدرك أن دوره فى المؤسسة كشريك تستوجب عليه التواصل المستمر مع المدرسة والرقابة على ابنه ووضع برامج مشتركة لتقويم سلوك الابن مع الأخصائى الاجتماعى والنفسى بالمدرسة ..كذلك يجب تمثيل الآباء بصورة أكبر فى الأجهزة الإدارية وإيجاد ممثلين لهم فى الإدارات المحلية للتعليم.. كمراقبين للعملية التعليمية ومساهمين فى وضع تصورات مناسبة لإزالة المعوقات التى تواجه الطلاب . الدعم الفنى : تغيير مفهوم التوجيه والتفتيش على المدارس واستبدالها ببرامج الدعم الفنى للمدرسة ولعناصر المجتمع المدرسى .. ومراعاة البعد الإنسانى واحتياجات المعلم للتدريب والتوجيه المستمر وإعطاءه صلاحيات فنية وأخلاقية لقيادة دفة التعليم .. ومشاركته مع الإدارة فى وضع الخطة السنوية للمدرسة بشكل أساسى . الإمكانيات المادية والتقنية : مدارسنا بلا إمكانيات تقينة وأجهزة الكمبيوتر لا تطابق المواصفات إن لم تكن معطلة أصلا .. والمطلوب تحديث الأجهزة وتوفير تدريب متكامل للقيادة المدرسية والمعلم والطالب على كل مهارات الكمبيوتر .. وبرامج أكثر تخصصا للعاملين بالمدرسة على استخدام الكمبيوتر فى عمل المرتبات وشئون العاملين و …إلخ العقاب: العقاب إشكالية داخل المدارس بشكل خاص وفى المجتمع بشكل عام تمارسه عناصر المؤسسة التعليمية بشكل مختلف من شخص لآخر يجب وضع ضوابط عقابية يتفق عليها ويقرها المجتمع وتكون فعالة بحيث تكون رادعة لا وسيلة لزيادة التطاول . كذلك يجب تقديم مساعدات جيدة للتلاميذ الذين لديهم مشاكل سلوكية وتحاشى فصلهم من المدرسة.. مع وضع برامج سلوكية وتربوية إجبارية لتقويمهم فى وجود الآباء . المنهج الدراسى : المنهج الدراسى الناضج هو الذى يأخذ بعين الاعتبار كل ما يستجد فى المجتمع من مواقف ومشكلات وحاجات وأدوات جديدة ينقلها إلى الطلاب فى قالب علمى جذاب ، وحتى يبقى المنهج متطورا أو قابلا للتطور لا بد وأن يكون مرنا يسهل تكييفه وتعديله كلما دعت الحاجة. والمنهج الدراسى ليكون ناجحا أن يعمل على : - تكوين العقلية المتفتحة التى تؤمن بأهمية التطوير وحتميته ولا تتمسك بالقديم لمجرد أنها ألفته وتعودت عليه . - إعداد القيادات الذكية الواعية لإمداد المجتمع بها فى شتى مجالات الحياة وميادينها . - تزويد الطلاب بالمهارات الأساسية التى تمكنهم من العيش فى مجتمع ناهض متغير ، وتساعدهم على سرعة التكيف والتوافق مع المجتمع وثقافاته المتعددة . العمل على تكوين أوجه التقدير الملائمة للطلاب ، كتقدير أهمية العلم وجهود العلماء باعتبارها من أبرز عوامل التغيير فى المجتمعات ، وتقدير أهمية التمسك بالقيم الدينية والقيم الاجتماعية السامية . (الدمرداش ، صبرى 2001م). وهناك العديد من الدراسات التربوية التى تحث على ضرورت استجابة المناهج الدراسية لتطورات العصر ، ومنها دراسة البنك الدولى 2000م ، التى بينت ضرورة استخدام التقنيات المتعددة ، وخاصة التفاعلية منها ، والاستجابة للثورة المعلوماتية خاصة من خلال المناهج الدراسية ، وكذلك وثيقة مدرسة المستقبل التى أصدرتها منظمة التربية العربية للثقافة والعلوم خلال المؤتمر الثانى لوزراء التربية والتعليم والمعارف فى الوطن العربى المنعقد فى دمشق يوليو 2000 ، والتى أوصت بضرورة تطوير المؤسسة المدرسية فى القرن الحادى والعشرين ، وأن تبنى بمشاركة واسعة من فئات المجتمع ، وضرورة تغيير النظرة إلى التقويم بحيث تتسع لتشمل قياس قدرات الطلاب على تحقيق ذواتهم ، والعيش مع الآخرين .(المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، 2000). المكتبة المدرسية : الكتاب هو صانع الحضارات وركيزة الثورات العلمية وحامل تاريخ البشرية ولا غنى عنه لمن يسعى للتطوير والتجديد ولذلك تصبح المكتبة المدرسية هرما شامخا لتعليم وتثقيف الطالب وتحتاج لتجديد شامل ووضع تصور موحد لأنواع المناهل المختلفة التى يحتاجها الطلاب وفتح باب التبرع لها من المجتمع المحلى .. والاعتماد على الأبحاث التى تجبر الطالب على الإطلاع والقراءة الدائمين . الإدارة التعليمية : يجب أن يتركز دور الإدارات المحلية للتعليم على حث المدارس على رفع مستوياتها وتوفير بيانات واضحة لمستويات الأداء يمكن أن تكون جاهزة للاستخدام من قبل المدارس وتوفير الدعم المركز للمدارس التى تكون مستويات الأداء فيها دون المستوى المنشود وتركيز الجهود على الأولويات الوطنية مثل تعليم القراءة والكتابة والحساب. يجب مطالبة كل إدارة من الإدارات المحلية للتعليم بإعداد خطة لتطوير التعليم موضحة فيها كيف يمكن أن تعزز عمليات التطور والأهداف المعدة من قبل المدارس بالاتفاق مع الإدارة المحلية للتعليم وأن توضع خطة تطوير التعليم بالتشاور مع كل المدارس والجهات المشاركة الأخرى. إجراءات صارمة : لا بد من تطبيق إجراءات صارمة على المدارس والمعلمين من أجل التطور ورفع المستويات من خلال موازنة حكيمة بين إجراءات الضغط الإيجابى على المدارس والدعم لها. يجب التدخل فى حالة سوء الأداء، وكون التدخل متناسبا بشكل عكسى مع مقدار النجاح.. ووضع حلول سريعة وجذرية لمعالجة أوجه القصور المؤسسى . التقويم : لا بد من تطبيق فكرة التقويم الدقيق للتلاميذ منذ بدء المرحلة الابتدائية.. وتطويرها بما يتناسب مع تكنولوجيا العصر. برنامج ووطنى : يجب وضع برنامج وطنى لرفع مستويات معرفة القراءة والكتابة والحساب ولتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو التعلم. وذلك يستوجب مشاركة الأسرة فى التعليم فى المرحلة الابتدائية، وذلك بالاستعانة بوالدى الطالب فى برنامج تعليم القراءة والكتابة ومساندة فكرة البرنامج بالمتابعة والدعم المعنوى. يجب ارتباط المدرسة الوثيق بالبيئة الاجتماعية من حولها (الصناعة، الجارة، الدوائر الحكومية) واكتشاف ما يمكن أن تقدمه البيئة المحلية للتعليم من دعم مادى ومعنوى وخبرات متخصصة. شراكة حقيقية : يجب إشراك رجال الأعمال والصناعة وكبار المسئولين والتربويين فى تقديم خدمات تطوعية للمدارس على شكل إسهامات متنوعة (محاضرات، لقاءات، إرشاد وتوجيه.. إلخ) . كذلك يمكن تقديم خدمات تطوعية (من قبل المربيين والمهتمين بالتعليم) لأولياء الأمور الذين يواجه أبناؤهم صعوبات سلوكية أو إدارية، ويمكن تحقيق ذلك بتولى شخص من خارج المدرسة أو الأسرة الإشراف على التلاميذ ومساعدتهم وتوفير القدوة لهم. ويمكن استخدام متطوعين لمساعدة الأطفال على تعلم القراءة. مدرسة نموذجية : يجب تأسيس ورعاية مدرسة نموذجية فى كل منطقة تعليمية (فى حالة عدم وجودها) لتكون نموذجا تتم الاستفادة منه ومحاكاته من قبل المدارس الأخرى. وتتخذ هذه المدرسة كنموذج لمستوى الأداء العالى والإدارة الجيدة والعلاقات المتميزة مع الأسرة والمجتمع المحلي. الأمن : شركة بين الوزارة والشرطة لتوفير عنصر الأمن ودوريات أمنية بجوار المدارس لتوفير الأمن لكل عناصر المؤسسة الإعلام : يتعرض المعلم باستمرار للإهانة من قبل الإعلام والمجتمع الذى يصوره بأنه تاجر لا مربى أجيال وذلك لوجود عناصر فاسدة فى المنظومة وهو ما يتطلب مع عقاب العناصر التى تسىء لصورة المعلم مسئول تكون مهمته التركيز على الصورة الإيجابية لآلاف المعلمين الشرفاء فى المدارس الأنشطة : الأنشطة المدرسية لا تحظى بدعم مالى ويجب زيادة الحافز المالى للمعلم والطالب تغيير لائحة المسابقات الثقافية والفنية حتى يقبل عليها الجميع المسرح المدرسى : عمل مسابقة لأفضل نص لمسرحة المناهج وطباعته وتعميمه على المدارس وتشجيع مسرحة المناهج لأهميتها فى صقل المادة العلمية للطالب