قام جهاز التفتيش على اختلاف تخصصاته وفئاته في الجهة الشرقية بوقفة احتجاجية صباح اليوم ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية منتصف النهار بعدما كانت الوقفة مقررة لساعة واحدة. وللتذكير كان آخر لقاء لجهاز التفتيش تحت إشراف المكتب الجهوي لنقابة المفتشين قد قرر إعلان أشكال نضالية الشهر المنصرم بعد مراجعة إدارة الأكاديمية في قضايا معلقة لم يتم الفصل فيها، وعرفت التسويف من طرف مدير الأكاديمية. وكان من المفروض أن تتم الوقفة الاحتجاجية قبل انعقاد المؤتمر الوطني لنقابة المفتشين الذي كان خلال الأسبوع المنصرم، ولكنها تأخرت لظروف انعقاد المؤتمر. وعند بداية الوقفة تدخل الكاتب الجهوي للنقابة لشرح ظروف وملابسات الوقفة، ووعد الحاضرين بجلسة حوار مع مدير الأكاديمية في بعض النقط العالقة ثم مراجعة القواعد بعد ذلك بعد إطلاعهم على نتيجة الحوار، لهذا تمدد زمن الوقف الاحتجاجية إلى منتصف النهار حيث خرج أعضاء المكتب الجهوي للنقابة من مكتب مدير الأكاديمية لإبلاغ القواعد بنتيجة مخيبة للآمال إذ عمد مدير الأكاديمية كعادته إلى أسلوب التسويف فيما يخص بعض القضايا ومنها قضية أجهزة الحواسيب المحمولة التي نصت المذكرة الوزارية رقم 56 على تزويد جهاز المراقبة بها على غرار جهاز الإدارة التربوية عملا بمقتضيات المخطط الاستعجالي، وقد حددت المذكرة متم شهر مارس لتزويد رجال ونساء المراقبة بها، وهو ما لم يحصل في الجهة الشرقية على غرار باقي الجهات التي توصل فيها المفتشون والمفتشات بأجهزة حواسيب مع آلات الطبع، وأجهزة الهواتف الخلوية. وكانت ذريعة مدير أكاديمية الجهة الشرقية بالنسبة لعدم إنجاز الصفقة وإيصال أجهزة الحواسيب أن العينات من هذه الحواسيب التي توصل بها رجال الإدارة ليست وفق المواصفات المطلوبة لهذا لم يرد المغامرة حسب من نقله عنه أعضاء مكتب النقابة باقتناء أجهزة دون المواصفات المنشودة، و لهذا ناور كعادته لربح المزيد من الوقت في انتظار أن يغادر مقر عمله كما هو شائع منذ بداية الموسم الدراسي الحالي. وتمثلت مناورته في محاولة الضغط على أعضاء مكتب النقابة الجهوي من خلال تخويفهم من مسؤولية توزيع أجهزة حواسيب غير مرغوب فيها إذ طالبهم بأن يوقعوا له التزاما بقبول أجهزة فيها عيب على غرار الأجهزة التي توصل بها رجال الإدارة التربوية والتي اشتكوا من عيبها علما بأنهم لم يشركوا من قبل في صفقة الاقتناء ولا استشيروا كما كان الحال في أكاديميات أخرى. وبطبيعة الحال لا يمكن لمكتب النقابة الجهوي أن يقدم على هذه المغامرة لأنه مسؤول أمام قواعده لهذا كان عرض مدير الأكاديمية هذا عبارة عن مناورة مكشوفة لتمرير البديل وهو الانتظار إلى غاية شهر يونيو أو يوليوز، وهو موعد مغادرته لمقر عمله دون شك، كما أنه موعد إنهاء كل العمليات المتعلقة بنهاية الموسم الدراسي، والتي من شأنها أن يشملها المسلسل النضالي الذي تلوح النقابة به من أجل استرجاع حقوق منخرطيها المهملة عمدا وعن سبق إصرار. وما كاد الكاتب الجهوي يعلن عن هذا التسويف وقبل إنهاء كلمته للحديث عن نقط أثيرت مع مدير الأكاديمية وهي ليست بذات أهمية بالنسبة لتطلعات المنخرطين كمعالجة صرف بعض المستحقات المالية لبعض أطر المراقبة، ومعالجة مشكل أحد مفتشي التخطيط أو التوجيه حتى عبر الحاضرون عن سخطهم ورفضوا إيقاف مسلسل نضالهم المتمثل في مقاطعة الأنشطة المتعلقة بهم، ومن بين هذه الأنشطة نشاط كان مقررا ابتداء من اليوم بمقر الأكاديمية وإلى غاية يوم السبت. وقد حاول أعضاء المكتب الجهوي ثني القواعد عن قرارهم بمقاطعة الأنشطة إلا أن القواعد أصرت على المقاطعة احتجاجا على أساليب التسويف الممجوجة التي أفقدتهم الثقة في إدارة الأكاديمية التي لا تزداد إلا صلفا وتكبرا واستعلاء، وازدراء ا لجهاز المراقبة منذ وصولها أول وهلة إلى أكاديمية الجهة الشرقية للتغطية على الفشل الذريع في تدبير شأن المنظومة التربوية فيها، وذلك بعلم الوزارة التي تغض الطرف، ولا تبالي بما يصلها من أصداء من الجهة الشرقية اللافظة لإدارة ليست في مستوى التطلعات والطموحات اللائقة بهذه الجهة التي كانت المنظومة التربوية فيها يضرب بها المثل في تحقيق أفضل النتائج حتى صارت في مؤخرة الركب على كل المستويات .ويراهن مدير الأكاديمية على محاولة اختراق جهاز النقابة من خلال أسلوب التودد والتقرب من أعضاء المكتب الجهوي ومحاولة إحراجهم أمام قواعدهم الغاضبة والساخطة عن طريق العبث بهم كما كان الحال في حواره معهم هذا الصباح. واجتمع الكاتب الجهوي مرة أخرى بالقواعد الغاضبة ليتم الاتفاق على وقف النشاط الذي كان مقررا بمقر الأكاديمية هذا الصباح، ولكن مع مواصلة أنشطة أخرى في انتظار لقاء يوم 22/05/2010 الذي سيخصص لانتخاب مكتب جديد للنقابة في الجهة، وفي نفس الوقت يضطلع المكتب الجديد بالبث في الأساليب النضالية القادمة أمام تسويف إدارة الأكاديمية بخصوص ملفات جهاز المراقبة على اختلاف أنواعها، والتي لا زالت معلقة وبدون حلول. ولقد عبر المحتجون عن وعي كبير خلال هذه الوقفة ،كما عبروا عن التفافهم حول نقابتهم، وأدانوا أساليب التراخي مع تسويف إدارة الأكاديمية، وأساليب التسلل التي يمارسها بعض الانتهازيين الذي تستعملهم هذه الإدارة لتشتيت صف المفتشين، والتحايل عليهم للانخراط في مشاريع وأعمال عن طريق توظيف المتسللين المعرقلين للأشكال النضالية الفعالة التي من شأنها أن تضغط لاسترجاع أو الحصول على الحقوق المهضومة لجهاز حراسة المنظومة التربوية. لم تعد أحابيل إدارة الأكاديمية خافية على أحد بل صارت مفضوحة ومكشوفة ومبتذلة، ولن ينفع إدارة الأكاديمية لف ولا دوران، ولا ابتسامة صفراء في وجوه أعضاء المكتب الجهوي للنقابة في الجهة ومحاولة إحراجهم مع قواعدهم لتشتيت صف النقابة، وإضعافها، وتصنيف المفتشين إلى صنف المحمودين وصنف المذمومين. والأمل معلق على الجميع القواعد وأعضاء المكتب للإجهاز على مخطط إدارة الأكاديمية المكشوف لتشتيت الصف، وهو صف لن يشتت بحول الله تعالى، وستواجه إدارة الأكاديمية مستقبلا مكتبا جديدا لا يلين معها، ولا يتنازل قيد أنملة عن حقوق الهيئة ولن يقبل منها تسويفا ولا لفا ولا دورانا، ولن يكون في وسعها التحايل عليه، ولا استمالته، ولا إحراجه أمام قواعده. محمد شركي وجدة سيتي