حصيرة عوضت الطاولات في غرفة الدرس. الأمر لا يتعلق بكتاب قرآني أو «المسيد» بل بحجرة دراسية يفترض أنها تابعة لمجموعة مدارس تغزويت.لم تشفع كثرة المراسلات التي باشرتها جماعة تغزويت للمسؤولين ولا حتى شكايات الآباء من وضع حد لمعاناة تلامذة فرعية دوار إجورارن التابعة لمجموعة مدارس تغزويت، حيث التلاميذ مازالوا يفترشون حصيرة بغرفة داخل مسجد الدوار السابق ذكره، وفي ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تربوية وتتنافى مع أبسط حقوق الطفل. منطقة تغزويت الممتدة على سلسلة جبال الريف تعرف ظروفا مناخية قاسية، حيث البرد والثلج، ويضطر التلاميذ للصمود والتنقل من قسم متآكل وآيل للسقوط بالمدرسة وغرفة المسجد التي لا تسع سوى لصفين من الطاولات يجلس على كل واحدة منها 3 تلاميذ، في الوقت الذي يفترش فيه باقي المتعلمين حصيرة، أسرة التعليم تؤكد على أن ظروف التدريس غير متوفرة بسبب الثلج والبرد الذي يطغى على المحيط الدراسي أضف إلى ذلك غياب الإنارة وباقي المرافق الصحية وتساءلت المصادر عن الخلفية التي انبنى عليها إقصاء دوار إجورارن من الاستفادة من برنامج تيسير على اعتبار أن الأخير يعتبر من بين أفقر دواوير الإقليم. السبب في المحنة التي يكابدها التلاميذ يعود للمقاول الذي رست عليه صفقة بناء المدرسة، رئيس جماعة تغزويت وفي اتصال بالهاتف مع الجريدة أكد أن المدرسة من المفترض أن تؤدي خدماتها مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي (2012 – 2013)، وأضاف أن كناش المشروع يفرض على المقاول الانتهاء من الأشغال في مدة 6 أشهر، ورغم مرور أزيد من سنة فبناء حجرتين دراسيتين لازال في طور الانجاز، وذلك رغم قيمة المشروع المالية المحددة في 83 مليون سنتيم. رئيس جماعة تغزويت باشر رسالتين لكل من والي الجهة الأولى مؤرخة في 13 أكتوبر 2012، تحت عدد 556، والثانية في 27 نونبر 2012، تحت عدد 636، حول فرعية إجورارن التابعة لمجموعة مدارس تغزويت، وناشدت الرسالة والي جهة الحسيمة بالتدخل العاجل لإنقاذ التلاميذ من الضياع، والإسراع في محاسبة المقاول وحمله على استكمال بناء حجرتين ومسكن ومقطع من سور واق، وتؤكد الرسالة التي حصلت الجريدة على نسخة منها على أن أولياء وآباء تلاميذ الفرعية المذكورة يملؤهم الكثير من الأسى والتذمر من عدم احترام مقاولة «ستادور» للمدة الزمنية للمشروع، كما هددوا بسحب فلذات أكبادهم من المدرسة في زمن الجودة ومدرسة النجاح إذ استمر الحال كما هو عليه.