الرباط ‘القدس العربي': يؤكد المغرب سعيه للمزيد من الانفتاح الديني والحفاظ على تراثه الثقافي المتنوع وقرر تأهيل المدارس اليهودية القديمة والسماح بتأسيس معهد لتكوين المكونين المسيحيين. وقالت وكالة الانباء المغربية الرسمية ان محمد الوفا وزير التربية الوطنية التقى بالرباط مارك أيزنبرغ رئيس التجمع اليهودي العالمي واقترح عليه مخطط عمل لإعادة تأهيل المدارس العتيقة التابعة للطائفة اليهودية بالمغرب، التي كان يرتادها في السابق العديد من الشخصيات البارزة من الديانة اليهودية. واوضح الوزير ان اقتراحه يتعلق بوضع لوحات تذكارية من داخل تلك المدارس، قصد ‘اطلاع الأجيال الحالية والمقبلة على التاريخ المشترك والتجانس بين المجتمعات اليهودية والمسلمة في المغرب'. ووصف إيزنبرغ ظروف التعليم في تلك المدارس بالممتازة وقال ان الأمر يتعلق ب150 سنة من تاريخ وجود هذا التجمع في المغرب، وإنه سيدرس اقتراح الوزير بخصوص إعادة تأهيل المدارس العتيقة اليهودية. ويزور مارك إيزنبرغ الذي انتخب في اذار (مارس) عام 2011 على رأس التجمع اليهودي العالمي المغرب لتقييم أوضاع التدريس في المدارس اليهودية بالمغرب التي يرتادها تلاميذ من الديانتين اليهودية والإسلامية. ويعتبر التجمع الذي أسس عام 1860 في باريس حسب وكالة الانباء المغربية احدى المنظمات الدولية المتقدمة في مجال التعليم والثقافة اليهودية ويهدف إلى نشر يهودية وفية للتقاليد ومتسامحة ومنفتحة على العالم الحديث، واسست أول مدرسة تابعة للتجمع أسست في المغرب عام 1862 بتطوان. وقال موقع ‘لاكروا' المسيحي انه تم الترخيص في الرباط لتأسيس معهد الموافقة لتكوين المكونين الدينيين المسيحيين الكاتوليك والبروتستانيين، و'قادة' المجتمع المسيحي وسيبدأ في استقبال أولى طلابه قريبا وذلك بمبادرة من رئيس الأساقفة المطران فانسن لاندن والقس صامويل أفردو رئيس الكنيسة الإنجيلية في المغرب. وقال موقع ‘لكم' المغربي إن مؤسسة ‘موافقة' Mowafaqa تأسست في 16 حزيران/ يونيو 2002، وتهدف إلى توفير التدريب الأكاديمي في اللاهوت باللغة الفرنسية، وسيكون في خدمة الكنيسة بالمغرب. وقد تم وضع برنامج أكاديمي جاد وشامل على مدى 5 سنوات يسعى إلى التوازن بين متطلبات واحتياجات اللاهوت البروتستانتي والكاثوليكي في سياق بيئة مسلمة مثل شمال أفريقيا. وجاء في نفس التقرير أن المعهد سيوفر منحة للمكونين وستكون أبوابه مفتوحة للجمهور الواسع من خلال لقاءات ومحاضرات وأوراش عمل، كما سيفتح المعهد أبوابه أمام الطلبة القادمين من أوروبا ومن دول افريقيا جنوب الصحراء. وحسب ما كتبه المطران فانسن، على موقع الأبرشية فإن المعهد يهدف الى تلبية احتياجات المجتمعات المسيحية المحلية في المغرب، التي تميزت بحضور قوي لأبناء جنوب الصحراء، مما بات يحتم توفر الكهنة والقساوسة لتكوين الطلاب لكن نشاط المعهد سيكون بعيدا عن التبشير وسيحترم القانون المغربي. وسيتم تمويل المعهد، الذي عين القس برنارد كايو مديرا له لمدة سنتين قابلتين للتجديد وسيكون بمقر الكنيسة الكاثوليكية، عن طريق الرعاية والمؤسسات الأوروبية. محمود معروف