((.... قليلة هي البلدان التي حصلت على نتائج مخيبة من استثمارات من هذا الحجم في مجال التعليم. ويوجد المغرب بعيدا وراء دول الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية ...وهناك دول اكثر فقرا مثل كينيا والنيبال حصلت على نتائج احسن من المغرب.......... إذا استمرت التوجهات الحالية، فإن النظام التعليمي المغربي سيصبح ناقصا وغير ملائم ... ولن يكون بمستطاع المغرب أن يواجه تحديات القرن الحادي والعشرين..)) من تقرير البنك الدولي عن وضعية النظام التعليمي المغربي بعد زهاء نصف قرن من الإصلاحات المتكررة والنفقات المرتفعة. في هذه المرحلة التاريخية المتميزة التي يعيشها المغرب و انطلاقا من الإيمان العميق بان التعليم “قضية الجميع ” واعتبارا للواقع المؤلم الذي عليه فلذات أكبادنا والمدرسة المغربية اليوم ، سواء في مجال التعليم العمومي أو الخصوصي والذي يؤشر على مستقبل من الانهيار الكلي للمجتمع وحركته ، واعتبارا كذلك لكون مشروع النظام التربوي قاطرة لتطوير وتنمية البلاد، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا ، بات كل واحد منا من الموقع الذي يشغله – مطالبا بالدفاع عن رد الاعتبار للمدرس والمدرسة العمومية على حد سواء حتى تكون المدرسة آلية فعلية لتحديث المجتمع المغربي ورافعة أساسية لتطوره.على أمل يفتح من آل إليهم زمام الامور نقاشا عموميا واسعا حول القضايا المصيرية للوطن وعلى رأسها ” المنظومة التعليمية ” التي يتفق الجميع اليوم على ترديها . وحتى لا نعيد إنتاج نفس أخطاء الماضي فانه يتعين على حكومة بنكيران فتح حوار وطني حقيقي جاد و صريح مبني على مرجعية وأهداف واضحة ، يضع حدا لسياسة الترقيع و الاستنجاد بالخبراء الأجانب و انتظار إملاءات المؤسسات الدولية التي لا يهمها من مستقبل بلادنا ومن مصير أبنائنا إلا ما تمصه من دمائنا . وقبل التطرق إلى انتظارات المنظومة التربوية اليوم من حكومة التزمت في تصريحها أمام البرلمان بالعمل على “ضمان نجاعة أفضل في تدبير النظام التربوي” ارتأيت أن اذكر من يحتاج إلى تذكير بحجم المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع في بلادنا ،بدءا بتاريخ المحاولات المتكررة لإصلاح التعليم منذ الاستقلال(إصلاحات1957-1958-1964-1966-1970-1981-1982-1985-1999-2009-).مرورا بالوضعية المخجلة التي أصبح عليهاالتعليم والتراجع الكبيرالذي عرفته المدرسة العمومية بسبب السياسات الترقيعية وسوء التخطيط والإقصاء المتعمد لنساء ورجال التعليم من أي مساهمة حقيقية في مختلف “الإصلاحات” التي عرفها القطاع ، و بالسمات البارزة للمنظومة اليوم سواء على مستوى هدر موارد مالية ضخمة أثقلت ميزانية الدولة، أو على صعيد جودة التعليم . وانتهاء بانتظارات المنظومة التربوية ونساء ورجال التعليم كفاعل أساسي داخل هذه المنظومة من حكومة بنكيران . الذي نتمنى ان يرينا ” حنة يديه” اما الاحزاب الأخرى فإن ما يعيشه المغرب من أزمات وخصوصا في قطاع التعليم دليل على ما قدمته ايديهم. وقد ارتأيت أن أقسم الموضوع إلى عدة محاور: المحور الاول :إصلاح التربوي بالمغرب غذاة الاستقلال مسلسل من الاخفاقات . أ- التعليم في عهد الحماية ب- اصلاح التعليم غداة الاستقلال بين الاندفاع العاطفي والانقياد الاعمى لتجارب الآخرين . المحور الثاني : كرنولوجيا الإصلاح التعليمي بالمغرب وسياسة ترقيع المرقع . المحور الثالث : تقرير البنك الدولي وانبثاق ميثاق الزيف والوهم . المحور الرابع : المخطط الإستعجالي 2009/2012 بين تبخيس صورة المدرس وإبعاد الشبهة عن المسؤولين الحقيقيين . المحور الخامس : السمات البارزة لمنظومة التربوية اليوم. المحور السادس : ما هو المطلوب من بنكيران في ضوء الوضعية الراهنة للمنظومة التربوية ؟ وسوف نقوم بنشر هذه المحاور تباعا في الأيام القادمة بحول الله تعالى .