لم يعرف أحدا سببا حقيقيا لتأجيل محاكمة «بيدوفيل تطوان» أو الملقب ب «كافان 2» الإنجليزي إدوارد بيل، بما فيهم أسر الضحايا والجمعيات المساندة والمدعمة لهم في محنتهم. مرة أخرى أجلت محكمة الإستئناف بتطوان القضية جملة وتفصيلا، وأرجأتها إلى يوم 11 فبراير المقبل. أمر أقلق أسر الضحايا ومعهم بعض الفاعلين المهتمين بالقضية، الذين يحضرون بدورهم تلك الجلسات، خاصة منهم الفتيات ضحايا إدوارد، االواتي يتركن أقسامهن كل مرة للتوجه إلى المحكمة، حيث يعيشن لحظات من الخوف والرعب، يذكرهن بما عشنه يوم اختطافهن ومحاولة الإعتداء عليهن. بعض المصادر المقربة ربطت تأجيل قضية إدوارد بيل بعدم وجوده بتطوان، حيث مازال في الغالب بمدينة سلا، التي نقل إليها منذ شهرين أو ثلاثة، للتحقيق في قضية أخرى مشابهة لقضية تطوان، ولمواجهته ببعض الشكايات، التي سبق وتقدمت بها قاصرات تعرضن لمحاولات اعتداء جنسي، يعتقد ان فاعلها كان هو نفسه إدوارد بيل. إلا أنه ولحد الساعة لم يكشف أي شيء عن تلك التحقيقات الجارية معه بسلا، خاصة أن هناك تخوف من اتساع رقعة ضحاياه أكثر، مما قد يسبب حرجا آخر للمصالح الأمنية المختصة. مرصد الشمال لحقوق الإنسان، بادر بدوره في بلاغ له للتعبير عن قلقله من هذا التأجيل غير المفهوم، مشيرا للوضعية النفسية للفتيات الثلاث ضحايا البيوفيل، حيث أعلن المرصد «اضطرت الطفلات الثلاث، ضحايا الإنجليزي روبرت إدوارد بيل، صباح يوم الثلاثاء 7 يناير 2013، وهن في وضعية نفسية متأزمة، إلى ترك مقاعد دراستهن، وقصدن محكمة الاستئناف بتطوان»، وأضاف البيان «أنه ما أن تستقر وضعية الطفلات الثلاث النفسية، وتحاول أسرهن أن تعيد البسمة إليهن التي غادرتهن، منذ أن قام المتهم بالزج بهن داخل كيس، ورمى بهن داخل سيارته، رغم توسلاتهن، محاولا اغتصابهن، إلا و يعود شبحه يطاردهن مع اقتراب جلسة المحاكمة، وهو ما أدى إلى إصابة بعضهن بأعراض نفسية خطيرة وتحولات فيزيولوجية». القضية المتداولة حاليا بمحكمة الإستئناف بتطوان، كانت سابقة عن «ضجة كالفان» والعفو الذي استفاد منه، لكنها أرخت بظلالها عليها فيما بعد، خاصة مع ظهور ضحايا جدد لإدوارد بيل بكل من أصيلةوسلا، مما يجعله نسخة ثانية من «كالفان». وتعود أطوار هذه القضية إلى 18 يونيو من السنة الماضية، عندما تم توقيفه على مستوى مدينة تطوان من طرف مجموعة من المواطنين، وعلى متن سيارته طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، محاولا اختطافها لهتك عرضها بعد محاولتين إثنتين في نفس اليوم، الأولى في شفشاون والثانية بتطوان. الانجليزي روبرت إداوار بيل دخل المغرب في 20 نونبر 2012 بعد محاولة فاشلة في خطف فتاة في جنوب إسبانيا لهتك عرضها وطلب فدية، كما أنه سبق وأن قضى عقوبة سجنية بإنجلترا بتهمة هتك عرض فتاة قاصر، حيث قضى سنتان سجنا، وظل يخضع للرقابة بعد خروجه من السجن، مما دفعه للهروب إلى إسبانيا ثم إلى المغرب. ويرى مرصد الشمال لحقوق الإنسان وفق البيانات والمعطيات المتوفرة لديه، أن هناك احتمال من وجود ضحايا في أكثر من مدينة مغربية، خصوصا أنه ظل يتجول بكل حرية بالمغرب، وزار مكناس، فاس، مراكش، أكادير، القنيطرة، طنجة، رغم وجود مذكرة بحث دولية صادرة عن الأنتربول، وانتهاء مدة إقامته الشرعية بالمغرب، والقبول المؤقت لسيارته.