خصصت الصحافة الإسبانية حيزا مهمة لمذكرات الرئيس الأسبق للحكومة المركزية بمدريد، خوصي ماريا أثنار، مركّزة على إحدى الفقرات المتحدثة عن حوار دار بينه و بين الملك الراحل الحسن الثاني، سنة 1998، وحينها قال أثنار: "إذا أٍراد المغرب الدخول في حرب مع اسبانيا، من أجل ثغري سبتة و مليلية، فإنه سيخسر". وأورد أثنار في المجلد الثاني من مذكراته التي اختار لها اسم "التزام"، وهي المنشورة بكلّ من Demain وPlaneta، أن زيارته الأولى للمغرب، التي كانت سنة 1996 مباشرة بعد رئاسته للحكومة وجاءت أول زيارة رسمية يقوم بها خارج بلده وهو في المسؤولية، همّت الحفاظ على العلاقات المتميزة بين البلدين وخلالها التقى بالملك الحسن الثاني. سنة بعد ذلك، يروي أثنار عن سنة 1997، زاره ولي عهد المغرب أنذاك، الملك الحالي محمد السادس، و طلب منه تغيير موقفه من ملف الصحراء، وسلمه مقترحات المغرب حول سبتة و مليلية، وقال أثنار إنه رفض هذه المقترحات، وزاد: "يبقى واضحا أن المغرب لم يقيّم المقترحات وبرامج الحكومة الجديدة حينها، حيث يبدو أن الرباط قامت بحسابات خاطئة تجاهنا". وحكى أثنار، ضمن ذات المذكرات المنقولة صحفيا، أن المغرب، عقب تولي العاهل محمد السادس للحكم، قد قام بالتنسيق مع فرنسا، وبالضبط مع الرئيس الأسبق جاك شيراك، لأجل الضغط على مصالح اسبانيا حتى تغيّر موقفها في ملف الصحراء، وكان ذلك عبر المنع الكلي للصيد في كل من المياه الإقليميَّة المغربية و الفرنسية. ذات رئيس الحكومة، والذي تعدّ ولايته سلبية على المصالح المغربية من قبل من واكبوا حكمه من الرباط قبل رَاخُوي وثَابَاتِيرُو، قال إنّ الرئيس شيراك سار على خطى الضغط المغربي، الذي كان يمارس عبر ثغري سبتة ومليليَة، لأجل حث إسبانيا على تغيير مواقفها من النزاع الذي يهم أقاليم الصحراء.. "شيرَاك تعَاطَى مع المغرب بأبويَّة في أمور عدّة، من بينها أزمة جزيرة البقدونس التي كانت خطأ استراتيجيا كبيرا اقترفه الملك محمّد السادس" وفق تعبير أثنار.