تواصل مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط (مقرها بإشبيلية) تنفيذ برنامجها السنوي المندرج في إطار مشروع "كرياموس"، وذلك بتنظيم تظاهرتين مخصصتين للشباب الأندلسي والمغربي، يومي 31 أكتوبر بمدينة تطوان وثاني نونبر بمدينة طنجة. وأفاد بلاغ للمؤسسة، أن اللقاء الأول الذي ستحتضنه مدينة تطوان، اختير له عنوان "الجيل الضائع، إلى أين؟"، وسيتقاسم خلاله الشباب الأندلسي مع نظيره المغربي انشغالاته في ظل الأزمة التي تعصف بإسبانيا وأوضاعه الراهنة ومشاق البحث عن فرص عمل في الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق. وأشار ذات المصدر، إلى أن هذا اللقاء سيشارك فيه محمد عبد الواحد العسري، دكتور في الفلسفة وباحث في الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، متخصص في القضايا المتعلقة بالأندلس وبالعلاقات الإسبانية المغربية، إلى جانب طلبة السلك العالي المهتمين بالشؤون الاجتماعية بالمغرب. وأوضح أن هذا النقاش، الذي سيديره عمر العاقل، الباحث في العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، سيتميز بتدشين معرض للفنان جوليان باينا في نفس اليوم بمقر المعهد الوطني للفنون الجميلة، وهو معرض يعكس هموم الشباب العاطل ويروم إثراء النقاش حول الوضع المتغير الذي جعل الشباب الإسباني يبحث عن مورد رزق في الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط والتوجه إلى المغرب أملا في إيجاد فرصة للعمل، في الوقت الذي يبدي فيه الشباب المغربي استعداده الكبير من أجل التدريب والتكوين المتخصص لمزاولة أعمال محددة ومطلوبة في سوق الشغل. وتابع ذات المصدر، أن هذه التظاهرة الشبابية ستعكف على معالجة عدد من القضايا من قبيل التحديات الجديدة والأدوات المتاحة للشباب قصد إيجاد مكان يمكنه من مواصلة نموه عبر ممارسة مهنة تجعل منه شخصا يسهم في تنمية المجتمع. أما التظاهرة الثانية، فاختارت مؤسسة الثقافات الثلاث تنظيمها بمدينة طنجة في الثاني من نونبر القادم، حيث سيلتقي كاريكاتوريون من الضفتين في إطار النسخة الرابعة لورشة الرسم التي تنظمها المؤسسة بتعاون مع مجموعة "أوربان سكيتشيرس الإسبانية"، للتعبير عن تفاصيل هذه المدينة المثيرة للاهتمام، المختلفة عن العديد من المدن المغربية والتي قرر كتاب عالميون من قبيل الكاتب الأمريكي بول باولز، قضاء بقية حياتهم فيها، كما روى ذلك الكاتب المغربي محمد شكري في مؤلفه "بول باولز، سجين طنجة".