– لم يكن جمهور النادي القنيطري "حلالة بويز"، يدرك ما ستؤول إليه الأمور بعد أحداث الشغب، التي قاموا بها ضد مشجعي فريق المغرب التطواني، الفائز بلقب البطولة المغربية للمحترفين 2012 لكرة القدم، في المباراة التي جمعت بين الناديين بالملعب البلدي بالقنيطرة، والتي أسفرت عن وفاة الشاب "زيد فايز" أحد مشجعي هذا الأخير، بعد أن دهسته سيارة و هو يحاول الفرار من قبضة جمهور النادي القنيطري. معركة بالفيسبوك يستمر الصراع وتبادل الشتائم بين مشجعي الفريقين، مخالفين بذلك مفهوم "الألتراس"، الذي يحمل في طياته الكثير من المعاني الايجابية، التي تتجلى في إضفاء البهجة والحماس على المباريات الرياضية، وخاصة في كرة القدم، لتحقيق الفرجة الكروية والمتعة في إطار التنافس الشريف. يخالف ذلك أيضا تقاليد الضيافة التقليدية التي يعتز بها المغاربة، حيث تضاربت التعليقات بين الجهتين، تهديد من أعضاء الجمهور التطواني برد الصاع صاعين، وإصرار الجمهور القنيطري على القدوم، رغم كل ما قد يحدث في المدينة المضيفة، أثناء المقابلة التي ستجمعهما يوم غد السبت على الساعة 18.00 بتوقيت غرينيتش. خلية البربورين في اتصال هاتفي مع عثمان الإدريسي، أحد المشجعين لأولتراس "لوس مطادوريس" والملقب ب"شوكو" يقول: "إن جمهور النادي القنيطري "حلالة بويز" معروف بالشغب دائما، فلقد عهدنا منهم ذلك أينما حلوا وارتحلوا. أما قضية خلاف الجمهور التطواني مع نظيره القنيطري فهو خلاف منذ زمن بعيد، لنفس هذه الأسباب. ولعل مقتل "زيد فايز" في المباراة الأخيرة التي جمعت الناديين، كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس. ويضيف "شوكو" متأثراً: "لكم أن تتصوروا الحزن والأسى البالغين الذين خلفهما فقدان زيد لدى أمه وعائلته وأصحابه، ومع ذلك فنحن سنحاول أن نتعامل معهم باحترام في مقابلة يوم غد السبت، إلا إذا ما صدر منهم أي شيء فآنذاك لا يكون هناك مجال للهدوء وسنطبق قاعدة السن بالسن والبادئ أظلم". ردود فعل متباينة كان الصحفي نوفل العواملة، بقناة MD1 TV، قد علق على الحادثة، في حينها، عبر شريط فيديو موجود باليوتوب، قائلا " سمعنا عن إنسان يفدي بدمه أمه وأباه ووطنه وأرضه وعرضه، ولكننا لم نسمع قطعاً، عن شاب يفدي فريقه بروحه، و يجعل جسده درعا لحجارة غادرة. هي قصة ستروى للأجيال، قصة فتى عشق المغرب التطواني، ورحل معه لكل مكان، دون أن يدري، أن أجله سينتهي في طريق سيار، مر منه للتشجيع في الصباح، وعاد منه جثة هامدة في المساء. وقال مسئول أمني حول نفس الموضوع "حصيلة الموسم الجاري، الناتجة عن أعمال الشغب المرتبطة بالتظاهرات الرياضية، تعادل أو تفوق حصيلة ثلاثة أضعاف مواسمماضية مجتمعة" وأشار إلى أن القاصرين يشكلون نسبة كبيرة من ضمن الموقوفين، بسبب مثل هذه الأحداث" وأضاف: "إن موسم 2011 - 2012 كان إعلانا من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن انطلاق أول بطولة احترافية مغربية، لكنه في الوقت نفسه هو الموسم الأكثر "إنتاجا" لعنف غير مسبوق رغم أنه شهد دخول قانون يجرم الشغب في الملاعب والفضاءات الرياضية. في رد على الأسئلة التي طرحت على السيد الوزير محمد أوزين وزير الشباب والرياضة بالبرلمان، لمناقشة ظاهرة الشغب، التي انتشرت في الملاعب المغربية ، أكد الوزير أن ظاهرة الشغب بالملاعب، أصبحت مِعولا يهدم كل الجهود المبذولة لبناء رياضة وطنية محترفة متطورة، وأنه لا يمكن التغاضي عنها أو الاستهانة بخطورة النتائج المترتبة عنها. وأضاف الوزير "الوزارة تضع مسألة التصدي لهذه الظاهرة في أول اهتماماتها ، وتتخذ كافة التدابير والإجراءات لمحاربتها، بمنهجية واضحة ترتكز أساسا على تشكيل لجنة وطنية موسعة للوقاية، ومحاربة العنف في الملاعب الرياضية، تضم كل المشاركين ممن لهم صلة بالمجال".