إن الأمر يتعلق بانبعاث حقيقي أكثر منه تجديدي، وهو انبعاث ارتبطت به الظرفية الجيوسياسية اشد الارتباط، وبطبيعة الحال يطغى على العمران الموجود في مدينة تطوان طابعا اند لسبا ليس إلا . لان هاته المدينة عمرت من طرف المهاجرين الأندلسيين، كان من الطبيعي ان يطغى عليها المعمار الأندلسي الغرناطي، فصار العمران بفضلهم يشكل مركزا إشعاعيا في المنطقة الشمالية للمغرب خاصة في مدينة تطوان التي تتميز بشهرتها الفائقة التي ضربتها في مضمار الصناعة الهندسية بين شقيقتها من مدن المغرب قاطبة. ولعبت هذه المدينة دورا هاما في فن شعاعها الزخرفي المطبوع بالطابع الأندسي الخالص . ومهما يكن فقد أصبحت تطوان بفضل الأندلسيين بمعنى الصحيح حاوية لعناصر لها خطرها الثقافي الفني، ولقد أدى ازدهار هده المدينة بصناعتها المختلفة في شتى المجالات وتوسعت الحرف شيئا فشيئا حتى أصبحت لها شعاعا خاصا . إلا أن هندسة البناء لا زال الموريسكيين غنيا، وابرز مجموعة أبنية الطراز الموريسكي التي حفظ عليها في المغرب توجد بلا شك بمدينة شفشاون، بدورها المسقفة بالقرميد ونوافذها الخارجية، وإذا كانت بعض مميزات هذا الطراز المعماري قد اضمحلت في تطوان ،خاصة كسقوف القرميد ،فان اثر الطراز الموريسكي لا زالت موجودة في عدة مباني أثرية ،وتشكل المساجد أهم هذه المباني وأكثرها بالمدينة. بريس تطوان