الحمار، الحيوان الظريف الخجول وربما "الذكي"،اتخذه الحزب الديموقراطي الأمريكي الذي يتزعمه باراك نجل الحسين أوباما،ومن قبله جيمي كارتر صاحب القضية التي في معلومكم،شعارا له، يستدل عليه به ! والفيل، الحيوان الذي يبدو أنه ينوء بحمل جسمه ، ويحطم كل شئ في طريقه دون أن يعبأ لذلك، خصوصا اذا ما دخل متجرا للزجاج أو الخزف، اتخذه الحزب الجمهوري الأمريكي المنافس، الخاسر بزعامة الثري المحافظ الحالم "ميت رومني" الذي شابه أباه في الهزيمة التي لحقته وهو يرجو رحمة الأمريكيين في صناديق تستعمل كوسيلة نقل نحو البيت الأبيض،، وللمسألة قصة تحكى، تعود الى سنة 1828 بالنسبة للحمار، وسنة 1860 بالنسبة للفيل، ويمكن لمن أراد التوسع والاطلاع، اللجوء –مجانا- الى خدمات الشيخ العلامة أبو المعارف "كوكل"، فهو يشفي الغليل في هذا المجال.. قد يقول قائل أو يتساءل متسائل، كيف لكاتب مغمور في صحيفة محلية، جهوية في أحسن الحالات، أن يكتب معلقا أو محللا لنتائج الانتخابات الأمريكية، وما الذي يمكن أن يضيفه لكل ما قيل أو كتب عن هذا الموضوع في مختلف وسائل الاعلام وهو ليس بالقليل ولا باليسير،، ؟؟ ربما تكون ملاحظة الذين يستكثرون علينا هذا الأمر وجيهة، وقد يحتمل الوضع ذلك، لكن عندما نعلم أن الولاياتالأمريكيةالمتحدة، لازالت- وحتى اشعار آخر- القوة الأعظم على صعيد المجتمع الدولي الذي تنتظم ضمن عقده 194 دولة ، لأنها الأقوى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وفنيا وثقافيا واعلاميا، ولذلك، فهي مؤهلة لكي تؤثر على كل الدول والهيآت المختلفة بمقتضى هذه القوة، ومرشحة لكي تفعل فعلها في سياساتهم واختياراتهم،شاؤوا أم أبوا، ويكفي أن نتذكر المشروبات التي على بالكم وأنواع السجائر التي تعرفونها حتى ولو أنكم من غير المدخنين، ناهيك عن الحلوى والموسيقى والسينما والسيارات وانتهاء الى "الآيفون" و"الآيباد".. ونحن في المغرب، ربما نكون – معنيين - أكثر من غيرنا، بسبب محادثات التعاون الاستراتيجي واتفاقية التبادل الحر،، والتعاون العسكري والفضائي، و..ولأننا أول من اعترف بوجودهم كدولة، بفضل كرم السلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله.. مما ينبغي معه أن نكون أكثر انتباها لما حدث يوم الثلاثاء الثاني من نوفمبر. مرد كل ذلك، أن الرئيس الأمريكي بعد تجديد الثقة فيه وتمكينه من فرصة أخرى على شكل ولاية ثانية، سيكون هامش الحركة عنده أوسع ، كما سيمسي أكثر حرية في اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة في المجال المالي والاقتصادي والسياسة الخارجية على وجه الخصوص،دون أن يخشى الوقوع تحت طائلة التهديدات التي يمكن أن تطاله من بعض الجماعات الضاغطة (اللوبيات)، والتي عادة ما ترهن مستقبل الر ئيس في فترة الولاية الأولى،، وذلك بالرغم من أنه ملزم بأن يحسب حساب الوزن الانتخابي لحزبه، والمرشح الذي سيحل محله سنة 2016 ، بالاضافة الى ما يفرضه الوضع من الزامية التعايش والتساكن مع "كونجرس" بأغلبة جمهورية مشاغبة.. مهما يكن من أمر ، ووفق ما هو متاح من معطيات، فانه يبدو أن الولاياتالأمريكيةالمتحدة ، مقبلة على ربيع أمريكي ، على وزن الربيع العربي، لكن على طريقة العم سام من شأنه أن يحدث تغييرات عميقة في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية وذلك للأسباب التالية : 1. تجديد الثقة بالرئيس أوباما بأغلبية مريحة (حصل على303 من أصوات الناخبين الكبار في الوقت الذي كان يكفيه 270 صوت للفوز)، بالرغم من أن النتائج التي حققها- باستثناء تمكنه من انقاذ صناعة السيارات- لم تكن باهرة،سيما على مستوى التشغيل،، يفيد أن علة التأييد انصبت على الكارزما والانتماء الطبقي الشعبي وربما العرق(صوت له 93% من السود و57 % من اللاتين) ، و يكشف عن صحوة فآت واسعة من الشعب،كانت فيما مضى بعيدة عن مراكز القرار.. 2- الذين وضعوا ثقتهم في باراك أوباما، أكدوا ماسبق أن عبروا عنه عند فترة الولاية الأولى من تطلعهم الى سياسة اجتماعية – اقتصادية جديدة، من خلال قرارات وبرامج واعدة كتعميم التغطية الصحية ، وسياسة جبائية بديلة تخفض أو تلغي ضرائب ورسوم معينة، وتفرض أخرى تساهم في التأسيس لسياسة اجتماعية جديدة على نهج الادارة الأمريكية ، مع نزوع واضح لتصحيح أخطاء السياسة الأمريكية الخارجية من خلال الانسحاب من بؤر الصراع التي أنهكت الاقتصاد الأمريكي، وتفادي التورط في نزاعات أخرى يمكن الدخول فيها ويستحيل الخروج منها أو التخلص من انعكاساتها .. وان غدا لناظره.. قريب !!